الفصل الثاني والعشرين

16K 1.7K 279
                                    

"المنزل والسيارة؟" سأل المحامي.
"يمكننا تقسيمها." قلتُ له فقط لأنهي كل هذا.
أشعر بالقرف الحياة بشكلٍ عام.
"حسناً إذاً، سنتقابل هنا الأسبوع القادم لإنهاء كلّ شيء." قال المحامي.

نهض ديڤيد وهو ينظر نحوي بأسف وخيبة أمل، لم أنظر لهُ في المقابل لأنه.. محق.

لطالما ظننتُ أن علاقتي بديڤيد ستستمر، وأننا سنُنجب طفلاً صغيراً يُشبهه، ثم نشيخُ معاً ونموت معاً.
ولكن ها نحن.. في محكمة، كُلاً منا مع المحامي الخاصّ به، ونقوم بتقسيم أملاكنا فيما بيننا إستعداداً للطلاق.

عُدت لمنزل والدتي العازبة، مُحمّلة بحقائبي وأشيائي الكثيرة.
ومحمّلة بالحُزن والإكتئاب.

"متى ستصل لوحاتي؟ وأثاث غرفة الرسم؟" سألتُ والدتي التي كانت تتأملني بنظرة من الحزن.
شعرتُ بالإنزعاج، فأنا لا أحب أن يشعر الآخرون تجاهي بالشفقة.
لقد تطلقتُ من زوجي فقط ولم أُصبح مدمنة كحول!

"ستصل الشاحنة بعد نصف ساعة." أجابتني وقد نهضت متوجهة نحوي.
"روزي، أنا آسفة لما حصل." قالت لي.
"لا تأسفي، أنا سعيدة تماماً بقرار انفصالي عنه." قلتُ لها ببرود.
بالطبع لم أخبرها بوجود هاري، ولكني أخبرتها بأن علاقتي لم تنجح مع ديڤيد.

"مزاجك يبدو سيئاً مؤخراً.." تمتمت والدتي وهي تتفحصني.
"ليس كذلك، أنا فقط لستُ معتادة على العيش هنا، ولكن لا تقلقي سأقوم بشراء شقة قريباً." قلتُ لها.

صحيح بأني لستُ معتادة على العيش مع والدتي وخصوصاً لأني أمضيتُ الكثير من الوقت بعيداً عنها، ولكن لا يوجد خيار آخر..
ديڤيد حصل على المنزل وعليّ الآن إيجاد وظيفة والبحث عن شقه.

"لا مشكلة عزيزتي، يمكنك العيش هنا بالطبع لقدر ماتشائين." قالت لي مبتسمة.
"كلاّ، سأرحل قريباً." قلتُ لها بجفاف.
"لا تستخدمي هذا الاسلوب معي." حذرتني بجدية.
"لايهم." قلتُ مجدداً ثم صعدت.

لا أملكُ تفسيراً لمعاملتي تجاهها أنا فقط.. لا أعلم لستُ في المزاج الجيد وأشعر بالقرف من كلّ شيء وأريد الموت وأكره الحياة.
لم يسبق لي أن كنتُ بهذا الإكتئاب ومن المستحيل أن يكون هاري هو السبب.

طُرق الباب ثم فتحته والدتي دون أن أسمح لها بالدخول.
مما أزعجني قليلاً، لا اعلم ماخطبي..

"هل ستنزلين للغداء؟" سألتني.
ليتها تتوقف عن التصرف بلطفٍ معي فأنا أريدُ سبباً للشجار معها.. او مع أي أحدٍ آخر.
"كلا، أشعر بالتوعك." أخبرتها.
ولستُ كاذبة أنا فعلاً أشعر بالتوعك منذ فترة ولا أعلم لماذا، لربما بسبب التوتر.
"حسناً إذاً، ناديني اذا احتجتِ شيئاً." قالت لي ثم أقفلت الباب.

رنّ هاتفي، فالتقطته.

"أجل؟" أجبتُ ببرود.
"ماذا حصل لكِ؟ لم تتصلي منذ تلك المرة." سأل السيد هارفورد من على الطرف الآخر.
"لا أريد التحدث هنا قد تسمعني أمي." همستُ له.
"ما الذي تفعلينه عندها؟" سألني مستغرباً.
"سأشرح لك لاحقاً، أتُلاقيني عند المقهى ذاته من المرة السابقة؟" طلبتُ منه.
"بالطبع." قال ثم أقفل الخط.

عشق على ورق | h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن