سنابات زي كذا تجيب الحياة :'( ❤
مرة شكراً لدعمكم ورسايلكم اللطيفة ولسؤالكم عني وعن اختباراتي اللي جايبة ف نصها العيد D: ❤
بس الحمدلله مرة شاكرة لوجودكم، حتى المتابعين بصمت شكراً لأنكم بترفعوا مستويات القراءة، حبيبة الشتاء وصلت 50 الف :'( ❤
احبكم للسما :'(❤❤_______________________________________
كان أمراً خاطئاً مني أن أنفذّ ماقاله وأنتظرهُ على طاولات القراءة.
خاطئٌ تماماً ولكني لم استطع إيقاف رغبتي من إتّباع ذلك الصوت في قلبي الذي يخبرني بالإنتظار.
وبينما كنتُ أُحاول إعادة التفكير في تصرفاتي وما إذا كان يجدر بي الجلوس أم النهوض، شعرتُ بأحدهم يجلسُ في الكُرسي بجانبي.
التفت لأجد هاري.. فات أوآن النهوض الآن."مرحباً رسّامتي." همس مبتسماً.
لم يعد وجه هاري شاحباً الآن كما رأيته فور وصوله.
"مرحباً هاري، كيف هي أمورك؟" سألته بتردد.
التوتر الذي بيننا هذا ذكرّني بأول مرة أقابل فيها هاري.
"جيدة، هل قرأتِ الرواية؟" سأل وقد لمعت عيناه لمعرفة رأيي.
"لقد اشتريتها للتو ياهاري." قلتُ ضاحكة.
شاركني الضحك وتمتم "كم أنا غبي" بخفة وعُدنا نضحك مجدداً.
"ولكني قرأتُ الصفحة الأولى.. شكراً على الإهداء." قلتُ له بهدوء بعدما توقفنا عن الضحك.
"لا مشكلة روز، ولكني أُريد معرفة اسمكِ الآخير." قال بجدية.
"موريس." أجبته.
"موريس.. روزاليندا موريس." ردد هاري اسمي وكأنه يجرّبه.
"يبدو اسبانياً." ثم قال فجأة.
"أجل، والدتي اسبانية." أخبرته.
"أتعرفين القليل من الإسبانية؟" سألني بنبرة فضولية.
"قليلاً، لقد علمتني والدتي القليل فقط." قلتُ له.
من الغريب كيف أننا لا نجد صعوبة لفتح مواضيع الحوار بيننا، على عكسنا انا وديڤيد.
"قولي لي أي شيء بالإسبانية." قال لي بحماسٍ كالطفل في عشية عيد.
"بوينوس دياس." قلتُ ضاحكة.
"ماذا تعني؟" سألني مبتهجاً.
"صباح الخير " أجبته.
"كيف يقولون أُحبك؟" سأل مجدداً.
"تي آمو." همست، وقد شعرتُ بأن قولي له هذا خاطئ لستُ اعلم لماذا.
"تي آمو.." قال وهو يجرّب نطقها.
"نطقك بريطانيٌّ جداً." قلتُ ضاحكة.كان هنُالكَ سحراً ما بهاري، يجعلني أنسى الوقت، والزمان، والمكان، والمتاعب عند الجلوس معه.
ونتحدث عن أسخف الأمور، ونستمتع بها.
كُلما أمضيتُ المزيد من وقتي معه كُلما أدركتُ بأنهُ يُكمل جزءاً ناقصاً بداخلي."بمَ تفكرين؟ لقد صمتِ فجأة.." سأل قلِقاً.
"لا تقلق، لا شيء." قلتُ له وقد ابتسمتُ مجدداً.
"حسناً إذاً أكملي حديثكِ عن الإسبانية." طلبَ مني مبتهجاً وقد ابتسم ابتسامة عريضة كشفت عن غمازة خده الأيسر.
"كانت عائلتي تناديني بـ لوكا." قلتُ له ضاحكة وقد استغربتُ لكوني أخبرته بهذا.
"لماذا؟ ماذا تعني؟" سألني عاقداً حاجبيه.
"اختصار لـ بينتور لوكو وتعني الرسامة المجنونة." أخبرته.
"هذا جميل." قال مبتسماً.
"أأنت جاد؟ هذا مُحرج!" قلتُ ضاحكة.
"كلا، كلا، هذا جميل، أن تنغمسين في فعل شيءٍ ما حتى يناديكِ الجميع بالمجنونة هذا فخر." قال مجدداً.
"ماذا تقصد؟" سألته بفضول.
"من الجيد أن لديكِ شيئاً ما تُجنّين لأجله، ويقوم بإلهامك، ويستحوذ على معظم وقتك، شيئاً يجعلكِ تُحبين الحياة أكثر، ويُخرج أفضل ماعندك، وهذا لا يملكهُ أي أحد، فكوني "لوكا" وكوني فخورة بهذا." قال بجدية.
فكرتُ في كلمات هاري ملياً.. ووجدتهُ مُحقاً، لستُ اعلم لماذا كنتُ انزعج من هذا الاسم.
لطالما كان هاري ذلك الشخص الذي ينظر للأمور من زوايا مشرقة وإيجابية، وكلمّا تحدث كُلما قام بتغيير نظرتكِ لشيءٍ ما."فخورة لكوني لوكا" قلتُ له مبتسمة.
"فخورٌ لكونكِ لوكا أيضاً، لو لم تكوني كذلك لما قابلتك." قال وقد رمقني بنظرة حالمة جداً لم أستطع تفسيرها.أردتُ سؤاله عن خاتم زواجه بشدة ولكني لم أرد إزعاجه أو أن يظنني متطفلة.
"علي العودة الآن." قلتُ له بهدوء ثم نهضت.
"انتظري!" قال هاري سريعاً وحاول التشبث بي ولم يمسك سوى بحقيبتي لتسقط من يدي وتتبعثر كُراستي وأدوات الرسم."سُحقاً!" قال هاري بأسف ثم انحنى ليلتقط أغراضي.
"هاري لا مشكلة." قلتُ له وقد انحنيتُ معه لألتقط محتويات حقيبتي.
"أنا حقاً آسف لم أقصد لقد.." بدأ يقول ولكنه توقف فجأة.
التفت له لأجده يُحدق في كُراستي.
"أتحلمين بهذا الطفل أيضاً؟" سأل مندهشاً وقد أشار لرسوماتي التي رسمتها قبل فترة.
"أتحلم به؟" سألتهُ بصدمة ولازلنا على الأرض منحنيين على رُكبتينا.
"بما كُنتِ تحلمين؟" سأل وقد بدا وكأنه لا يستطيع استجماع أفكاره.
"أخبرني أولاً." طلبتُ منه.
"كنتُ أحلمُ بكِ دوماً ممسكة به وتضمينهُ لصدرك وتُخبرينني بأنهُ طفلنا." قال منحرجاً وقد أنزل رأسهُ أرضاً.
"كنتُ أحلم بالشيء ذاته ولكن العكس، أنتَ من يخبرني دوماً بأنهُ طفلنا." قلتُ له.
"ماهذا الذي يحصل بيننا روز؟" سألني متنهداً.
"لستُ اعلم ولكنهُ يُرهقني." صارحته.وللحظة قفز كلام السيد هارفورد قبل عدة أيام لرأسي.
"أتظن بأن كل هذا صدفة؟" سألته بفضول لأرى رأيه.
"حتماً ليس صدفة." قال ببساطة.
لم أستطع مخالفة رأيه، لأن ماقاله السيد هارفورد صحيح.
قد أقول بأنهُ صدفة ولكن عميقاً بداخلي أؤمنُ بأنه ليس كذلك."هل يمكنني الإحتفاظُ بهذه؟" سألني وقد أشار على الكُراس.
"بالطبع لا مشكلة." قلتُ له وقد نهضتُ من انحناءتي أخيراً.
مدّ هاري يده نحوي مبتسماً كالطفل لأساعده على النهوض.
"أنت عجوز." قلتُ ضاحكة وقد أمسكتُ بيده لأقوم بسحبه من على الأرض.
شاركني هاري الضحك ونهض ثم توقف وحدّق بتفاصيل وجهي."عليّ الرحيل." قلتُ لأكسر الصمت.
"إبقي قليلاً." طلبَ هامساً.
"لا أستطيع." أخبرتهُ متأسفة.
"ديڤيد؟" سأل.
"أجل، لقد تشاجرتُ معهُ نوعاً ما." قلتُ وقد أنزلتُ نظري أرضاً عندما تذكرتُ ماحصل.
"ماذا حدث؟" سألني قلِقاً.
لا أستطيع إخباره عن السبب الحقيقي.
"مجرد شجار سخيف." قلتُ له.
"كل شيءٍ سيكون بخير في النهاية." قال لي وقد فركَ كتفي في حركة مُهدئة.
"علي الذهاب." قلتُ مجدداً للمرة الخمسين بعد المائة.
"هل سأراكِ مجدداً؟" سألني بتردد.
"ربما." أجبته مبتسمة ثم حملتُ حقيبتي ورحلت.قمتُ بإيقاف سيارة أجرة ثم صعدت وأخبرتهُ بطريق المنزل.
طوال الطريق والتوتر كان يأكلني حية.
ماذا سأقول لديڨيد؟ كيف سأشرح له ماحصل؟
لا أُريد خسارة ديڤيد لأجل هاري، فهاري متزوج ولربما يكون لعوباً وغير جاد بينما ديڤيد جاد بشأني تماماً لدرجة أنه يريد طفلهُ مني بشدة.
علي تجاهل مشاعري الخفيفة تجاه هاري قبل أن تتطور أكثر، الأوان لم يفُت بعد يمكنني إصلاح كل شيء.دفعتُ حساب السائق ثم خرجت وفتحتُ باب المنزل لأدخل ولكني وقفتُ مصدومة..
جميع لوحاتي ورسوماتي وأدواتي مكسرّة ومبعثرة في كلّ مكان.
"ديڤيد؟!" صرخت.
ولكن لا إجابة.
التفتُ نحو علاّقة المعاطف لأجد معطفهُ مختفياً.شعرتُ بأن كل هذا الضغط قد دفعني للحافة، جلستُ على رُكبتيّ أرضاً وبكيت.. أفرغتُ كُل مافي قلبي وسط لوحاتي المُحطمة.
أنت تقرأ
عشق على ورق | h.s
Fanfictionلطالما تمنيتُ سِراً.. أن أضمه لصدري كما تضمهُ أوراقي، ولوحاتي، ورفُّ ذكرياتي.. ولطالما حلمتُ خفاءاً.. أن أتتبع تفاصيلهُ بأطراف أصابعي كما تتبعتها بقلم رصاصي يوماً.. ولطالما آمنتُ بصمتٍ.. بأنه هوَ الرجلُ المنشود في لوح قدري المصلوب.