رسوم روزاليندا رح تلقوها دايمن مرفقة ف اول الشابتر :$
ولكل تساؤلاتكم وأرآئكم فالدايركت دايمن مفتوح لكم ♡________________________________
زارني ذلك الرجُل في أحلامي مجدداً، بطريقةٍ غريبة.
كان يقفُ عند باب مكانٍ يبدو كالمقهى في المساء، وأنوار الشوارع قد سطعت بقوة، كّل شيءٍ واضح إلا هو ولكن هذهِ المرة لم يكن مبهماً تماماً بل استطعتُ رؤية عينيه وأنفهِ وفمه الذي كان يحملُ ابتسامة خفيفة وجميلة على شفتيه فقط أما بقيته كشعرهِ وجسده فكان فقد كان مبهماً وضبابياً للغاية.
ولكني اكتفيتُ بهذا، سُرعان ما استيقظت لم أدخل لدورة المياه حتى بل ركضتُ مُسرعة نحو غُرفة الرسم خاصتي وبدأتُ برسم عينيه بالإضافة لأنفه وفمه اللذان رأيتهما بوضوح هذا الصباح.
وبقيتُ اتأمل مارسمته، كان متقناً للغاية وهذا غير اعتيادي بالنسبة لي فكما قُلت أنا فاشلة جداً في رسم الملامح البشرية ولكني بارعة في رسم الطبيعة.
لربما بدأتُ أبرعُ في رسم الملامح البشرية.
سحبتُ لوحة اضافية من غرفة الرسم وصعدتُ لغرفة النوم حيث كان ديڤ نائماً.
نصبتُ الحامل بهدوء وقمتُ بإركاز اللوحة عليه ثم حاولت نسخ ملامح ديڤ على اللوحة بإتقان كما نسختُ ملامح ذلك الرجل.
انتهى بي المطاف ارسم وامسح ثم ارسم وأمسح حتى مال لون اللوحة من الأبيض للرماديّ.
ثم رسمتُ كائناً غريباً حتماً ليس ديڤ.
كيف من السهل جداً لي ان ارسم ذلك الرجل ولا استطيع رسم غيره؟
"التقطي صورة فهي أفضل." قال ديڤ لأجدهُ استيقظ وهو ينظرُ لي مبتسماً بوجهه الناعس.
"لقد كنتُ أحاول رسمك." اعترفتُ ضاحكة وأنا أقوم بالتخلص من رسمتي مستسلمة.
"ألم تقولي يوماً بأنكِ لا تُجيدين رسم الملامح البشرية؟" سألني وقد نهض من السرير وهو يبحث عن سجائره في المكتب.
"بالفعل، ولازالتُ لا أُجيدها لقد كنتُ أحاول فقط." قلت له وأنا أناوله سجائره.
"ألا تريدين واحدة؟" سألني وهو يشير للسجائر.
"كلا، أنها تشتتني." قلتُ له ثم دخلتُ لدورة المياه.
طوال فترة استحمامي كنتُ أحاول تذكرّ حلمي ومحاولة رؤية باقي تفاصيل الرجل كشعره وجسده ولكن لا فائدة.
خرجتُ من دورة المياه ثم جففتُ شعري وقمتُ بتجهيز الإفطار.
كان ديڤيد يقهقه ضاحكاً وهو يُشاهد شيئاً على هاتفه.
"ماذا تشاهد؟" سألته وأنا أتناول إفطاري.
"انظري لهذا الطفل الذي يأكل شريحة من الليمون." قال وهو يناولني هاتفه ولازال يضحك.
كان الطفل ظريفاً عندما عبس بوجهه لحموضة الليمون ولكنه لازال يريد اكل المزيد.
شاركتُ ديڤ الضحك وشاهدنا المقطع مرة أخرى ولازلنا نضحك حتى صمت ديڤيد فجأة وسأل: "ألا تريدين واحداً؟"
"أتقصدُ طفلاً؟" سألته.
أومأ رأسهُ نعم.
"بالطبع أُريد، ولكن لا أعلم لمَ لم نحصل على واحدٍ بعد." قلتُ بنبرة ضعيفة.
أنا وديڤيد تزوجنا بعد قصة حُب دامت طوال فترة دراستنا الثانوية، ونحنُ الآن في سنتنا الثانية ولم أُنجب بعد، لستُ اعلم لماذا لقد قُمنا بالتحاليل والأشعات وسألنا في عدة مستشفيات ومراكز ولكن الغريب في الأمر أننا سليمين تماماً، ولايوجد أيّ سببٍ لدى أحدنا يمنعنا من الإنجاب.
لهذا أنا أُريد الفوز بهذا المعرض لأن الجائزة الكُبرى هي الذهابُ لألمانيا لمدة أسبوعين، وقد تكون هذه فرصتي للكشف عن سبب عدم إنجابنا هُناك، أعلمُ أن ديڤ لن يستطيع دفع أموال هذه الرحلة لذا فأنا أُحاول.
لحظة.. المعرض؟
المعرض!!
لقد انخرطتُ في رسم ذلك الرجل في أحلامي ونسيتُ أمر المعرض تماماً!!
رُبما.. رُبما رسمتي لهذا الرجل يمكن أن تكون لوحة جيدة للمعرض؟
"سنستمرّ بالمحاولة لا تقلقي." قال ديڤ مبتسماً وقد أمسكَ بيديّ وقاطع أفكاري.
ابتسمتُ له.
بعد نصف ساعة نهض ديڤيد واستعد ثم طبع قُبلة طويلة على خدّي ورحل لعمله.
قمتُ بتنظيف المنزل ثم استلقيتُ فوق الأريكة قليلاً لأرتاح.لم أدرك أني غفوت إلا عندما رأيتُ ذلك الرجُل الذي اعتدتُ رسمه، يجلسُ داخل المقهى نفسه الذي كان يقف عنده في حُلمي السابق ولكنهُ أركزَ رأسه بيده فوق طاولة المقهى وكان يُحدق بي من النافذة وعلى وجههِ نظرة لم أفهمها، كان وجههُ واضحاً تماماً وشعره الطويل الذي تتخللهُ اللفائف الخفيفة، كان كُل شيءٍ واضح، يده وفمه وعيناه وشعره وجميع ملامحه.. ماعادا جسده فلازال ضبابياً وغير واضح.
فتحتُ عينيّ بسرعة ونهضتُ من فوق الأريكة ثم خطفتُ أقرب كُرّاسٍ لي وقلم رصاص ثم بدأت برسم كُل شيء كما رأيته قبل أن أنساه.
أضفتُ تفاصيل وجهه، وعظام فكهِ الحادة، ولفائف شعره البنية الطويلة..
بإختصار.. أضفتُ كلّ شيءٍ بدقة حتى الخاتم غريب الشكل الذي كان يُحيط إصبعهِ الأوسط.
رسمتُ كل هذا دون أن أمسح شيئاً، رسمتها دون أخطاء، رسمتُ تفاصيل وجههِ تماماً كما رأيتها في حُلمي.
ببساطة رسمتهُ بسهولة وكأني اعتدتُ على رسم هذا الرجل منذ عدة سنين، وقد كان هذا أمراً غريباً.

أنت تقرأ
عشق على ورق | h.s
Fanfictionلطالما تمنيتُ سِراً.. أن أضمه لصدري كما تضمهُ أوراقي، ولوحاتي، ورفُّ ذكرياتي.. ولطالما حلمتُ خفاءاً.. أن أتتبع تفاصيلهُ بأطراف أصابعي كما تتبعتها بقلم رصاصي يوماً.. ولطالما آمنتُ بصمتٍ.. بأنه هوَ الرجلُ المنشود في لوح قدري المصلوب.