الفصل الثاني
كيف نكون السبب في وجع أحدهم وقلوبنا تنبض بالأوجاع
*
*
لو تحكي الوسائد والأسِرّة والأغطية السميكة ما يحدث
وما يقال في حضنها لبكى البشر على أوجاع غيرهم
ونسي كل واحد منهم وجعه فكم يحمل هذا السرير
من أسرار أرسلته إليه في دمعاتها اليتيمة وعبراتها
المكتومة التي لا تملك غيرها ولا أحد غيره يحتويها
( لما أحكام البشر ظالمه )
هذه كانت أول بعثره لحروفها تحت سواد هذا اللحاف
بعد يوم مرهق للمشاعر والقلوب وبعد جرح نازف
انفتح من جديد
* * *
لففت نفسي في اللحاف أكثر وكأنه سيخفي عن قلبي
وجع روحي وعن روحي أوجاع أحشائي , تمسكت بطرفه
بقوة ولازالت كلماته عند اللقاء ما قبل الأخير بيننا في منزل
والدته تحفر مخيلتي وقلبي وهوا يكمل جلده لي بكلماته مغادرا
" لا أحد يحزن على الماضي فلا شيء فيه يستحق العودة "
لتزداد عبراتي فوق هذه الوسادة كلما استرجعت تلك الكلمات
من سرق مني تلك السعادة من ؟! والدي أم قدره أم قدري
هل هي رحمتي بأبي أم بعائلتي ؟ من هوا القاضي ومن
الجلاد ومن المحكوم عليه فكيف أكون جلاداً حُكم عليه
بالجلد ! كيف أكون مجرما ارتكبوا في حقه أبشع الجرائم
ليث الغفران صفة ليست لله وحده خص بها نفسه وأكرم
من تمتع بها فقط , ليثها كانت فرضاً على البشر لكان
نواس أول من تمسك بها ولو كرهت نفسه ولكنت
وجدت عنده العذر لأني أعرفه جيداً حينما يتعلق
الأمر بكلمة ... الله فرض هذا
من سيرجع لي ما سرقته الحياة من !!
حضنت الوسادة بقوة أكتم فيها دموعي وعبراتي
حتى نمت على وجع أحشائي المعتاد
*
*
تساندت بمرفقي على السرير لأعدل من جلستي بمساعدةالممرضة المرافقة لي طوال الوقت ثم تنهدت بألم وقلت
" هل عاد نواس "
ليجيب الجالس بالمقربة مني يقلب الجريدة الصباحية
أنت تقرأ
أوجاع ما بعد العاصفة
Romance(( أوجاع ما بعد العاصفة )) للكاتبة / برد المشاعر قراءه ممتعه للجميع ...