الفصل الرابع والعشرون
كان تنفسي يعلو شيئا فشيئا وأنا أركز على عيناها الواسعةوأرى صورتي فيهما , هل الخيول لا ترمش أم أن هذه الفرس
تنظر لي بدون أن تحرك رموشها ! بعد قليل أنزلت رأسها
للأسفل وكأنها ستأخذ شيئا من الأرض ثم رفعته ونظرت لي
مجددا وكررت الحركة مرة أخرى وأنزلته قليلا ثم رفعته
وعادت تنظر لي وقوة ما جعلتني أقترب منها بخطواتي
يبدوا هدوئها أو نظراتها المركزة على عيناي أو لا اعلم
لما , لم يسبق وتعاملت مع أي حيوان أليف واقتربت منه
وأنا خائفة منها حقا لكن شيء ما يشدني للاقتراب وما أن
وصلت عندها حتى قربت مقدمة رأسها من صدري فعدت
للخلف بشهقة وفزع وقلبي ينبض بشدة من الخوف لتحرك
رأسها يمينا ويسارا ويصدر منها صوت صهيل خفيف لمرة
واحدة فقط وعادت لهدوئها وللنظر إلي فجربت الاقتراب
ثانيتا هذه المرة وأنا أتوقع اقترابها وليس كالمرة الأولى
وما أن صرت عندها حتى عادت خطوة للخلف وكأنها
خشيت أن أخاف منها مجددا , فبقيت أنظر لها بحيرة فغريب
أمر هذه الفرس !! مددت يدي لها وكأني أقول لها تعالي
وهي على حالها تنظر لي بهدوء فهمست لها بصوت
مرتفع قليلا " لن أخاف منك هذه المرة "
وبالفعل اقتربت مني ووضعت فمها في يدي , كنت خائفة
حد الجنون لكني تماسكت كي لا تجفل مجددا , أحسست بلسانها
على يدي فضحكت وأبعدتها ولمست بها جانب وجهها لتفاجئني
بحركتها بالأمس مع نواس لتدس رأسها في حضني ولم أشعر
بنفسي إلا وأنا أحضن رأسها بيداي الاثنتين لا أعلم إن كان
هذا الشعور ينتاب الجميع لكني شعرت الآن أني أحضن شخصا
يعرفني ويفهمني , قد أكون رئيت فيها حضن نواس الذي تتمتع
هي به أو لأنها تحمل نفس اسمي , مسحت على وجهها واتكأت
عليه بخدي وجانب وجهي وهمست بحزن " الوسن "
لتنزل الدموع التي أسجنها طوال الساعات الماضية منذ
تشاجرت معه وكأني انتظر أن يحضنني أحدهم لأعطيها
الصراح , وكأني أحضن خالتي أو فرح فوحدهما من كنت
أبكي وأتحدث في حضنهما , تمسكت بها بقوة وقلت من بين
أنت تقرأ
أوجاع ما بعد العاصفة
Romance(( أوجاع ما بعد العاصفة )) للكاتبة / برد المشاعر قراءه ممتعه للجميع ...