الفصل التاسع
لم يستطع نواس قطعا إخفاء الصدمة في ملامحه من كلاموسن القوي الثابت عن زوجته وكأنها ليست من كانت قبل
قليل تبكي زواجه بغيرها فهكذا هوا الحب حتى القوة فيه ضعف
وهكذا هم العشاق لا تصدق منهم شي وهم يتواجهون بألمهم
ففي الفترة الماضية حين كانا يلتقيان عندي في زيارة وسن لي
نهاية الأسبوع يحاول نواس أن يكون هادئا ولا مبالي بعض الأحيان
لكن ابني نواس لا يعرف كيف يخفي ما في نفسه مهما حاول فأراه
طوال الوقت يحاول سرقة نظره إليها وهي في كل لقاء تبحث في
ملامحه عن أمل جديد يعيد ما كان بينهما لكن اللذان أمامي الآن
مختلفان تماما هي يائسة من الشيء الذي كانت تبحث عنه وتقاوم
مشاعرها بعنف المرأة المجروحة وهوا لم يعد يختلس النظر لها
بل أصبحت لا تفارق عيناه ملامحها وانقلبت الأدوار وباتت وسن
هي من تخفي مشاعرها ونواس هوا من يعطي مشاعره كامل
التصريح دون أن يجاهد نفسه لإخفائها
وقفت وسن وقالت " أعيش مع خالتي لأجل أن المنزل لها
ومن أجلها فقط غيره لا ولو نمت في الشارع "
بقي ينظر لعينيها بهدوء غريب وهي تنظر له بثبات حتى
قال بهدوئه ذاته " والدتي هي من تمنعني من نقلها للعيش
معي في المزرعة وأنتظر أن توافق فقط عندها كل
من هنا سينتقل هناك يا وسن "
قالت بحدة مشيرة بإصبعها له " لا لن أعطيها لك يا نواس
لن تأخذني لأعيش معها , لن تفرح بها يا ابن خالتي "
ثم أخذت حقيبتها وخرجت وتركت باب الغرفة مفتوحا ومارست
هوايتها الجديدة على باب المنزل , استند نواس بمرفقيه على ركبتيه
ونظره للأرض وقال بهدوء " أرأيتِ ابنة شقيقتك وأفكارها "
اتكأت على ظهر السرير وتنهدت وقلت " رأيتها ورأيت قراراتك
أيضا , كيف تأخذها للعيش معك وزوجتك هناك , عليك
أن تقدّر مشاعرها أو حتى صحتها على الأقل "
نظر لي وقال بضيق " وهل سأتركها تسكن وحدها هناك
لا وألف لا وأخبريها أن ترفع تلك الفكرة من دماغها نهائيا
أي جنون هذا أقسم أن ما يمنعني هوا رفضك أنتي الذهاب
أنت تقرأ
أوجاع ما بعد العاصفة
Romance(( أوجاع ما بعد العاصفة )) للكاتبة / برد المشاعر قراءه ممتعه للجميع ...