الفصل السابع
فتحت الباب بهدوء ودخلت غرفتها ببطء فبعد أن قضت ليلةالبارحة سجينة وحدتها يمكنني الاقتراب منها الآن والتحدث
معها , كانت متكئة على سريرها وتخبئ وجهها تحت ذراعها
فما أن اقتربت منها حتى رفعت رأسها ونظرت لي فابتسمت
وقلت " أردت أن أفزعك وأسترجع ذكريات
الطفولة لكنك أمسكتي بي "
سندت نفسها بمرفقها لتقوم ونزلت من إحدى عيناها دمعة سقطت
على غطاء السرير , وسن طبعها تبتسم صباحاً مهما كان ما
مرت به في اليوم الذي قبله فأن تستقبلني بدمعة يعني أن ما
حدث لا يبشر بالخير أبدا , اقتربت أكثر وجلست على حافة
السرير وساعدتها لتجلس فصحتها يبدوا لي ليست جيدة , استوت
جالسة ثم رفعت لها خصلات شعرها المتمردة دائما عن وجهها
وقلت بقلق " وسن ما الذي حدث ؟؟ "
قالت بابتسامة مغصوبة " ما سيحدث غير الوجع تلو الوجع "
أقسم أن ما حدث بينهما كبير لأنها لم تجبني بكلمة لا شيء
كعادتها, قلت بتوجس " ما الذي قاله لك ذاك المغرور "
ابتسمت ابتسامة حزينة وقالت بدمعة تترنح على رموشها
الطويلة " قال موتي يا وسن "
ثم ضمت يدها لصدرها وقالت بدموع تنسكب لتتساقط عليها
" حضنني يا فرح , تصوري نواس الذي لم أسمع منه حتى
الكلمات الغرامية طيلة سنوات خطوبتنا ضمني لحضنه "
ثم ضربت بقبضة يدها على صدرها ضربة خفيفة وتابعت بأسى
" ضمني لصدره لحيت منفاي وعذابي وحلمي فما يكون ذلك
يا فرح غير الوداع الأخير وغير نهايتي على يديه "
أمسكتُ يدها بين يداي بقوة أبكي أكثر من بكائها فشدت بيدها
الأخرى على يداي واتكأت عليهم بجبينها وقالت بعبرة " رأيته في
الحلم يا فرح , رأيته يُخرج أخرى من الوحل ويتركني فيه "
فككت يداي من يديها وحضنتها أبكي معها في صمت واتركها
تبث أوجاعها كي تخفف من الألم القاتل في أحشائها , الألم
الواضح على ملامحها رغم صمتها عنه , قالت بوجع
" ويريد أن يبقى يعيلني كالمتشردة ويذر بأفضاله علي , يخاف
أنت تقرأ
أوجاع ما بعد العاصفة
Romance(( أوجاع ما بعد العاصفة )) للكاتبة / برد المشاعر قراءه ممتعه للجميع ...