الفصل الثاني عشر
استيقظت باكرا استحممت ولبست ثيابي وحجابي وأخذت مذكراتي
والمعطف الطبي من أجل المعمل وخرجت من غرفتي , منذ سافرت
فرح والمكان أصبح هادئا وكئيبا بدون ضجيجها وضحكاتها التي
تسمعها أينما كنت في الشقة وفتحها للأبواب بعنف وكأنها ستذهب
لمقابلة تلفزيونية وليس الجامعة أو السوق , توجهت لغرفة الطعام
وكانت زوجة والدي هناك تنتظرني , دخلت وقلت " صباح الخير "
قالت بابتسامة " صباح الخير بنيتي تناولي إفطارك
جيدا ليس كاليومين الماضيين "
ابتسمت وجلست وقلت " لا تقلقي بشأني سآكل في الجامعة "
تنهدت وقالت " لو فرح هنا ما تركت أحد ينهض إلا
وهوا أكل حصته وزيادة "
ضحكت ضحكة صغيرة وقلت " ذلك من كثرة ثرثرتها تجعلك
تأكلين دون شعور وأنتي منسجمة مع ما تقول "
قالت بابتسامة " وفقهما الله , اليوم ستداوم في الجامعة هناك "
قلت بهدوء " البارحة تحدثت معي وتبكي طبعا وقالت لم تحب
المكان ولا البلاد , وهي وصلتها منذ أيام فقط "
ضحكت وقالت " أعان الله جواد عليها ستجعله يكره السفر والدراسة "
قلت وأنا أشرب الشاي " ستحتاج لوقت لتتعود لقد اتصلت به وتحدثنا
في الأمر وقال بأنه يعلم أن كل من يسافر يمر بهذا بادئ الأمر
فقط النساء يعبرون بدموعهن والرجال لا "
تنهدت وقالت " أعانني الله على فراقكما , لو تبقي لي أنتي على الأقل "
قلت بابتسامة حزينة " هذا ما كنت أتمناه أن نبقى أنا وأنتي كما
كنا ولكن من يستمع لنا ولرغباتنا فالمرأة تبقى تابعة
للرجل حتى القبر وهوا يأخذها له بنفسه "
ضحكت وقالت " من أين تأتين بهذه الحِكم "
وقفت وقلت بضحكة صغيرة " الحياة كفيلة بذلك "
غادرت بعدها المنزل وركبت السيارة التي تنتظرني في الخارج
كم مرة قلت أني سأركب سيارات الأجرى ولكن من يفهم ما أقول
المهم عندي أنه لن يصرف علي من جيبه ولن أدرس على حسابه
وإن كنت سأعيش في منزلهم , أنزلني السائق عند بوابة الجامعة
أنت تقرأ
أوجاع ما بعد العاصفة
Romance(( أوجاع ما بعد العاصفة )) للكاتبة / برد المشاعر قراءه ممتعه للجميع ...