الفصل السابع و العشرون

39.4K 460 69
                                    



الفصل السابع و العشرون


اتكأت برأسي على جذع الشجرة وأغمضت عيناي لتعود بي

الذكرى لذاك اليوم الأول والأخير الذي تعتب فيه قدماه غرفتي

حين أشعل عنقي بقبلته تلك وكأنه ينقص القتيل طعنات وهمس

قائلا " سامحك الله يا أمي أي كارثة هذه التي أوقعتني بها "

فشددت قبضتي على اللحاف بقوة أشعر بحسرة لم أشعره بها

سنين حياتي الماضية ، لا تفتأ تذكرني يا نواس أنك أجبرت على

الزواج بي ، لما تهوي ذبحي بسبب وبدونه ، لم أستطع تمالك النار

المشتعلة في قلبي وخطواته تبتعد ليخرج ، كبريائي المجروح لم

يرضاها فأدركته بكلماتي قائلة " بل سامح الله والدي الذي لم

يزوجني بذاك التاجر رغما عني قبل أن يموت "

وقفت خطواته حينها ولاذ بالصمت وكأنه صُدم من كلامي

أو كوني مستيقظة فقلت عندما طال صمته " جحيمه أرحم لي

من إذلالك لي يا نواس فتوقف عن تذكيري بفضلك

الذي أجبرتك والدتك عليه "

قال بسخرية " بل احمدي الله أنه لم يتزوجك

لكنتِ أرملة منذ شهور "

زدت قبضتي على اللحاف وكأني أعصره عصرا

وابتسمت بألم وقلت " أفضل من مطلقة "

تحركتْ حينها خطواته مبتعدة أكثر وقال " لن أطلقك وبي

نفس يا وسن وافهميها كما يحلو لك "

جلست حينها ونظرت ناحيته وقلت بحدة " بل ستفعلها ، عهدك لها

وأوفيت به وانتهى أم عاهدتها على أن لا تطلقني وبك نفس "

أمسك مقبض الباب بقوة ولازال موليا ظهره لي

وقال من بين أسنانه " وسن يكفي "

قلت بضيق " لا ليس يكفي لما أنت فقط يحق لك جرحي

بكلماتك ، زوجتك التي تزوجتها بلا عهود وفضلتها علي

هناك في الأعلى , ما تفعله بي أم بت تهوى إهانتي "

كان جرح كرامتي هوا من يتكلم ولم استغرب وقتها أن أقول

أي شيء لأن قلبي كان يتألم وبشدة ، التفت وقال بضيق

" وسن اتركيني في صمتي لأني لا أريد جرحك بالفعل "

وقفت خارج السرير وقلت بحدة " أجل قلها ، أنت من تحمّل على

أوجاع ما بعد العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن