الفصل الثالث والعشرون

35.4K 517 64
                                    



الفصل الثالث والعشرون


بقيت أنظر بصدمة للفرس التي عادت راكضة ناحيته

وقلبي ينبض بشدة ولم أكن أعلم لما لفتت هي انتباهي دون

غيرها , هل لأن اسمها كسمي ! ولكن لما سماها هكذا

مؤكد كان هذا قبل أن يحدث ما حدث وإلا ما قبِل أن

تحمل اسمي تحديدا , بقيت أنظر لها وهي تعود ناحيته

وكأنها شيء يخصني أنا وليس هوا وكأنها لي

أغلقت بعدها النافذة بهدوء حين تحرك نواس برأسه

للخلف , لن أستطيع فتح هذه النافذة إلا ليلا والنور مطفأ

لما وضعني هنا هل يريد خنقي وحرماني حتى من الهواء

*
*

ما أن عادت ناحيتي حتى عدت لاحتضانها مجددا

وهمست لها " وشيء آخر نافذة غرفتها هناك في الأعلى "

فعادت منطلقة تركض مجددا وأنا انطلقت ضحكتي هذه

المرة لأن أمر هذه الفرس لم يعد طبيعيا أبدا وتبدوا كما

قال معتصم مسكونة , ضحك معاذ من خلفي وقال

" بالله عليك ما الذي تقوله لها يا رجل "

توجهت نحوهم وقفزت خارج السياج وقلت

" أخربتها أنك ستركبها ففرت منك هاربة "

ضحكنا ثلاثتنا ثم نظرت ليده المربوطة وقلت

" ماذا قال لك الطبيب عنها "

نظر لها وقال " وضع لها شاشا خاصا بالفك وقال

إن اطر الأمر سيجبسها , ولنلحق الكذاب حتى الباب "

ضحكت وضربته على كتفه ثم قلت مغادرا

" علك تتعلم الدرس وتترك جنونك وتقود السيارة بروية "

ثم قلت وأنا أبتعد " وليد اتبعني للإسطبلات "

وقضينا هناك وقتا نخطط للتوسيع الجديد في الإسطبل

الجديد ونحاول رسم مخطط ولو تخيلي لكن المشاكل شائكة

كثيرا , وضع يده على كتفي وقال " معتصم لديه الحل "

نظرت له باستغراب فأخرج الهاتف من جيبه وأجرى اتصالا

وقال بعد وقت " لما لا تجب من أول مرة يا أحمق "

ضحك بعدها وقال " نعم أغضبوه فغضب علينا ونحن المغضــ "

ثم ضحك وقال " حسنا لن أكمل , رأيت معك مرة

صديق لشقيقك مهندس إن كنت أذكر "

أوجاع ما بعد العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن