الفصل الثلاثون

40.1K 492 74
                                    



الفصل الثلاثون



استحممت ولبست الفستان وحجابي وفتحت باب الغرفة

وخرجت ببطء , كان الوقت بداية شروق الشمس مع نسمات

خريفية باردة ومنظر الجبال وكأنها لوحة لفنان وكما يقولون

يرجع الإنسان دائما لأصله ، تقدمت أكثر أنظر من حولي

بحثا عن نواس ولا شيء هنا لا هوا ولا مفاجأته ، بعد قليل

مر على مسافة قريبة مني قطيع كبير لأغنام وخراف مع

راعيين وحمارين وكلاب وأنا أراقبهم مبتسمة وعيناي تتبع

الخراف الصغيرة البيضاء ، لو كنت مكان الراعي لكان يومي

يمر أترك واحدا وأحضن الآخر ، شعرت بشيء لامس

خصري فنظرت جانبا فكان نواس فأشرت لهم بإصبعي

وقلت " أريد أن ألمسه نواس أرجوك "

قال متوجها نحوهم " من دون أن تترجيني أنتي

اطلبي وتمني فقط "

راقبته مبتسمة وهوا يتوجه نحوهم وتحدث مع أحدهم وبدأ

ذاك بالركض خلف احد الخراف الصغيرة وأنا أضحك عليه

حتى أمسكه وأعطاه لنواس الذي توجه به نحوي وما أن اقترب

مني حتى مددت يداي له وأعطاه لي فأمسكته وجلست على

الأرض ووضعته في حجري أمسح على صوفه وأراقب جميع

تفاصيله كان صغيرا جدا وشديد البياض ورائع وقد هدأ

عندي فضممته لي وقلت " كم هوا رائع أريده لي نواس "

قال مباشرة " وهوا لك وسنأخذه معنا "

نظرت له فوقي وقلت " هل هم لك أيضا "

قال مبتسما " سبق وقلت لك أنه ليس لدي هنا غير الغزلان

لكن ما ستشيرين عليه سيكون لك وسأرى من صاحبها ومؤكد

خاطر فالأراضي هنا مقسمة ولن تدخل مواشي لأي كان إلا

له أو شخص يبيع حشائش الأرض لأغنامه وسيكون يعرفه "

حضنت الخروف الصغير بسعادة وقلت " شكرا نواس

كم أحبك وكم أنت رائع "

ضحك وقال " هل سميته نواس "

ضحكت ووقفت به وقلت " فكرة جيدة كما سميت

أنت فرسك باسمي "

وضع يديه وسط جسده ينظر لي بضيق مصطنع وقال

ببرود " فرق كبير بين الفرس والخروف ولا

تنسي أن هذا سيكبر ويصبح مخيفا "

أوجاع ما بعد العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن