الفصل التاسع والعشرون

35.7K 464 36
                                    




الفصل التاسع والعشرون



فتح بابها الذي بجانب السائق وقال

" أركبي ... قليلا وسأعود "

قلت بحيرة " أركب لما وأين سنذهب "

أمسك وجهي وقبل شفتاي قبلة صغيرة وقال

" أركبي وستعلمين كل شيء في وقته "

ركبت وغادر وتركني في حيرة من أمري , أين سيذهب

بي في هذا الليل ولما في سيارة البر تحديدا !! عاد بعد قليل

وفتح باب السائق ركب وأغلقه كنت سأتحدث لكنه أمسك

ذقني وقبلني قبلة طويلة ثم قال " قلت ستعرفين كل شيء "

ثم شغل السيارة وغادرنا المزرعة ولا أفهم شيئا مما يجري

سرنا لمسافة طويلة حتى صرنا في طريق صحراوي لا شيء

به سوا الجبال والحجارة والأشجار المتفرقة وكأنها أشباح

في الظلام , نظرت لكل شيء حولي ثم قلت " نواس ما

هذا المكان المخيف دعنا نرجع للمزرعة "

ضحك وقال " تخافين وأنا معك يا جبانة ثم معنا

سلاح والطريق آمن لا شيء فيه "

لففت جهته بجسدي وقلت بحماس " هل سنذهب للمكان

الذي تذهب له وفيه صديقك هنا "

نظر لي ثم عاد بنظره للطريق وقال " بل مكان آخر

ومادمتِ ذكرت ذاك المكان فسوف آخذك له من عين

نواس اليمنى قبل اليسرى "

شعرت بسعادة الكون كله تجتاح صدري حينها فهذا هوا

نواس الذي عرفته وحلمت به لسنين وهذه هي الحياة التي

تمنيتها معه , اقتربت منه وقبلت خده بهدوء وعدت مكاني

فأوقف السيارة ونظر لي بصدمة مصطنعة ثم قال بابتسامة

" كرريها لأعلم أني لست أحلم "

نظرت جهة النافذة وقلت " نواس توقف عن هذا "

ضحك وأمسك يدي وسحبها جهته وقبل كفها كثيرا ثم قال

" هيا أنزلي يا قلب نواس "

نظرت من حولي وقلت " هنا !! "

فتح بابه قائلا " نعم وسيعجبك المكان بالتأكيد "

نزلت وتحرك هوا جهتي حتى أصبح بجانبي فنظرت له

وقلت " نواس ما هذا المكان الموحش , هذا بدل أن تأخذني

رحلة في البحر أو تسافر بي تجلبني لوادي الأشباح "

ضحك كثيرا ثم قبّل خدي وقال " ما وادي الوحوش

أوجاع ما بعد العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن