الفصل العاشر
يوم العيد اسم أصبح على غير مسمى بالنسبة لي , أشياء كثيرة
وجميلة كانت فيه وتبخرت ... أبي وشقيقي اللذان غابا عنا منذ عام
والدتي التي لا أذكرها لموتها وأنا صغيرة , كانت زوجة والدي معي
بحنانها وأكثر لكنها في النهاية ليست أمي , وحتى نواس فقدته هذا
العيد لأني لم أخرج حين جاء مع جواد لمعايدة والدتي وفرح , لم نكن
في سنين خطبتنا كجواد وفرح الآن اللذان يجلسان هناك منذ وقت طويل
يتهامسان ويضحكان لكنه كان طعما رائعا لعيدي أرى الحب والشوق
واللهفة في نظراته لي وكلماته البسيطة بابتسامته في ذاك اليوم شبيه
هذا اليوم بالاسم فقط , كان ببساطة عيدي والآن لا يعنيني العيد ولا
هوا أعنيه فلم يعد عيده يحتاج لوجودي فيه لأنه ملئَه بأخرى فمؤكد
زارها وعايدها وجلس معها مثل هذان الزوجان وحضنها وقبلها
شعرت بأحشائي تقطعها سكاكين من هذه الفكرة فأمسكت معدتي
بقوة ثم وقفت وتوجهت من فوري للمطبخ وشربت بعض الحليب البارد
من كأس ولم يخفف ألمها فجلست على الكرسي وشربت من القارورة
مباشرة وكأني أحاول إطفاء نار متأججة ببعض الماء ولم تزد إلا اشتعالا
فخرجت ركضا للحمام وأغلقته خلفي وتوجهت للمغسلة وأفرغت كل
ما في جوفي من حليب ممزوج بالدماء حتى فرغت تماما ثم اتكأت على
طرف المغسلة بذراعي وجبيني فوقها واستسلمت لبكائي , ليس من ألم
معدتي بل من الأم في قلبي وروحي , سمعت بعدها طرقات على
الباب وصوت فرح وهي تقول" وسن هل أنتي بخير
وسن افتحي الباب "
وقفت على طولي ومسحت وجهي بالمنشفة وقلت
" أنا بخير فرح لا تقلقي سأخرج حالا "
ووقفت بعدها متكئة على باب الحمام أستمع لهمسها وجواد عن
أخذي للمستشفى ولو مرغمة وكلماته المكتومة موبخا لها لكلامها
السيئ عن نواس ودعائها عليه وكلماتها المغمورة بالدموع وهي تبكي
من قسوة شقيقه , هكذا أردتني يا نواس ويا أبي ويا كل من رقصتم
على روحي الميتة , هكذا أردتموني مدعاة للشفقة من الجميع
بعد وقت مسحت دموعي وخرجت ووجدتهم على حالهم
أنت تقرأ
أوجاع ما بعد العاصفة
Romance(( أوجاع ما بعد العاصفة )) للكاتبة / برد المشاعر قراءه ممتعه للجميع ...