الفصل الثالث عشر
منذ أن وصلتني رسالة أمي التي كتبت لي فيها ( لا تغلق هاتفك ولا
تضعه على الوضع الصامت ولا تبعده عنك حتى الصباح )
علمت أن ثمة شي يجري وأمي خائفة من تطوره ومؤكد وسن
في الموضوع وما زاد الأمر سوء إغلاقها لهاتفها والممرضة
وفتحية لا يجيبان فلم يبقى لي عقل في رأسي طوال الطريق
وما أن وصلنا حتى باتت الأرض لا تحملني ولم أشعر بنفسي
إلا خارجا من المنزل تاركا لكل شيء ورائي وما أن خرجت
من باب المنزل حتى لفت انتباهي حركة العمال جهة الإسطبلات
فانطلقت نحوهم على الفور وسألت أول من صادفني قائلا
" ما بكم "
وقف وقال " الوسن سيدي "
يبست في مكاني وقلت " ما بها ؟؟ هل ماتت "
قال من فوره " هائجة وتصهل ولم نعرف كيف نتحكم بها
وجرحت نفسها من عنفها داخل الإسطبل "
ركضت أمامه قائلا " وكيف لا تخبروني عنها يا حمقا "
قال وهوا يركض خلفي " وليد ومعاذ ليسا هنا وأوصيانا
أن لا نقلقك بشيء الليلة "
قلت صارخا وأنا أركض وصوت صهيل الوسن المدوي بات يقترب
" وهل هذا شيء تخفونه , إن حدث لها شيء لن أغفر لكم جميعكم "
دخلت الإسطبل وكانت تصهل بقوة وتضرب بحوافرها وهم
يحاولون تهدئتها وإمساك لجامها فأبعدتهم وقفزت معها على
صوت صراخهم الناهي لي عن فعل ذلك , أمسكت بلجامها
وقفزت به للخارج محاولا تهدئتها بعدما ركزت قليلا في
الأرض وقلت بصراخ " ماذا بها ما الذي أخافها هكذا "
قال أحد العمال صارخا لأسمعه
" لا شيء لا أحد اقترب منها ولا شيء في الإسطبل "
غريب ما السبب إذا !! خطر في بالي فجئه يوم مرضت الوسن
ووسن معا , أعلم أنها فكرة مجنونة ولكنها ارتبطت عندي
بالفعل, سلمت اللجام لأحدهم وقلت خارجا بسرعة
" حاولوا تهدئتها حتى أعود ولا تدعوا اللجام ينفك منكم "
توجهت لسيارتي فورا ركبتها وخرجت بها مسرعا وتوجهت
من فوري للعاصمة ووصلت في وقت قياسي , وصلت المنزل
ونزلت دخلته والهدوء يعم المكان وكأن لا أحد فيه , اقتربت من
غرفة والدتي فكان نورها مضاء حتى الآن وهي من عادتها النوم
أنت تقرأ
أوجاع ما بعد العاصفة
Romansa(( أوجاع ما بعد العاصفة )) للكاتبة / برد المشاعر قراءه ممتعه للجميع ...