الفصل التاسع عشر
لم تستمع حتى لكلماتي بل هزتها مجددا وعيناها معلقتان
في وجهها المبتسم وقالت بهمس موجع " خالتي "
أنزلت رأسي للأرض وقلت بحزن " لا فائدة يا وسن "
عم الصمت في الغرفة فرفعت رأسي ونظرت لها فكانت تنظر
لي بضياع لتتدحرج دموعها قائلة بصدمة " ماتت !! "
ابتلعت غصة مع ريقي وهززت رأسي بنعم فقالت بصوت
ضعيف تائه بالكاد يخرج من حنجرتها
" لم تعد تسمعني !! لن أراها ولن أتحدث معها مجددا "
قبضت بقوة أكبر على يدها التي لازالت في يدي وقلت بحزن
" كوني قوية يا وسن من أجلها ومن أجل ما أوصتك "
هزت رأسها بلا وقالت بعبرة " لن ترحل هي أيضا "
ثم قبضت يدها لصدرها وقالت بحرقة
" لماذا رحلتم وتركتموني ؟ لماذا جميعكم تركتموني وحيدة "
ارتفع نحيبها وصوتها قائلة بألم " لما الموت يختار الجميع عداي
أنا , لما الرحيل يسافر بكم وأنا لا ؟ لما لم لا أمت لماذا "
قلت بضيق " وسن توقفي عن قول هذا "
أبعدت يدها من يدي بقوة وقالت بحدة
" لن أتوقف أعد لي خالتي يا نواس أعدها "
قلت بحزن " لو كان الأمر بيدي ما رحلت لأعيدها "
قالت بألم " لم تعد لي خالة , تصور هي معي هنا ولا تسمعني
لقد تركتني وحيدة تركتني مثلكم جميعا قالت لن أتركك يا وسن "
توقفي يا وسن وارحمي حالتي لما لا تريني أمامك وكأني
غير موجود لما تقتلينني فوق ما أنا ميت يكفيني حرقتي
على والدتي فأنا مثلك بعدها وحيد , نظرت لها بضياع وهي
تنظر لوالدتي باستجداء وكأنها تتمنى أن تكون الحقيقة غير
ذلك وقالت ببكاء " خالتي تكلمي أرجوك , ليثني مت أنا "
لم أشعر حينها بشيء سوى بيدي تمتد لها لأسحبها من أمامي
وأدسها في حضني وطوقتها بذراعاي بقوة وقلت بألم
" ارحميني يا وسن أرجوك ارحميني "
انطلقت حينها صرختها المكبوتة لأدسها بين ضلوعي
وأخفف من صداها في الغرفة , كان على هذه الصرخة
أن تخرج قبل أن تموت من الصدمة , كنت أشدها
أنت تقرأ
أوجاع ما بعد العاصفة
Storie d'amore(( أوجاع ما بعد العاصفة )) للكاتبة / برد المشاعر قراءه ممتعه للجميع ...