الفصل الثامن

28.2K 446 24
                                    



الفصل الثامن

سمعنا صوت تحطم لأواني فوقفت وتوجهت لخارج الغرفة


ركضا, كانت وسن تجمع الأطباق والطعام من الأرض وتضعه

في الصينية... يالا الكارثة هل سمعت ما دار بيننا يا تُرى

اقتربت منها ورفعت يدها التي تنزف وهي وكأنها لا تراها وقلت

" وسن يدك مجروحة أتركي كل شيء و فتحية ستأتي لتنظيفه "

انصاعت لي وكأنها دمية تتحرك دون ردة فعل , وصلت بها

للمطبخ وفتحت صنبور المياه لأغسل الدم وأرى الجرح , كان

بسيطا وسطحيا, ناديت على فتحية فجاءت من فورها وقالت " نعم "

قلت وأنا أغلق الصنبور " هاتي لي شاشا ومعقم جروح واجمعي

الأطباق المكسورة والطعام من الأرض أمام غرفة والدتي "

خرجت من فورها , كنت ضاغطا على الجرح بيدي كي لا ينزف

أكثر وقلت " جرح بسيط سنعقمه ونلفه بالشاش وينتهي الأمر "

وطبعا لا مجيب ولا أي رد فعل , أحضرت فتحية ما طلبت منها

ولففت الجرح فخرجتْ قبلي من المطبخ وتوجهت لغرفة والدتي

وأنا أسير خلفها , دخلتُ فقالت والدتي مباشرة

" وسن ما بك يا ابنتي "

لم تجبها بل أخذت حقيبة يدها من على الأريكة وقالت ببحة

" جواد خذني لمنزلنا "

نظرت لوالدتي ثم لها فقالت أمي " أين يا وسن ! ستقضين

النهار معي وسنتحدث فيما تركناه البارحة "

كانت تتنفس بقوة وتنظر لنا وكأنها تائهة في الصحراء

فقلت " أجلسي يا وسن وسوف آخذك فيما بعد

هل سترفضين طلب والدتي منك "

جلست في صمت ... لو أعرف فيما تفكر وما سر هذا الصمت

المخيف, أشعر وكأنها ستقع ميتة في أي لحظة , تكلمتُ ووالدتي

أمامها عن موضوع سفري وعن كل ما يخصه وهي كالكرسي

الذي تجلس عليه عيناها في الأرض وكأنها منفصلة عن عالمنا وتهز

رأسها بنعم كلما قلت ( ما رأيك يا وسن ) كنت أريد أن أحثها على

الحديث ولكن على ما يبدوا لي هي لا تعي حتى ما نقول حتى أنها

لم تنتبه أني قلت بأنني سوف آخذ فرح معي رغم أنها لا تعلم

بالموضوع حتى الآن , نظرتُ جهة والدتي وأشرت لها بعيناي

أوجاع ما بعد العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن