الفصل الرابع

26.6K 475 22
                                    



الفصل الرابع


دخلت المنزل متوجهة من فوري لغرفتي التي أغلقتها

خلفي ولحقت بي فرح وأمسكتني من ذراعي قائلة

" وسن ما بك لما عدتما سريعا "

خلصت يدي منها وقلت " اتركيني وحدي "

سحبتني قبل أن أصل للسرير وقالت

" وسن على هذه المهزلة أن تنتهي أنتي تدمرين نفسك

بسجنها في هذا السرير هل تعلمي ما قال الطبيــ ... "

صرخت فيها بحرقة " أخرجي واتركيني وحدي قلت لك "

قالت بصراخ غاضب ملوحة بيدها في

الهواء " لا لن أخرج ويكفيك انطواء على

نفسك لقد دمرتِ صحتك "

قلت بغضب " وما الذي تبقى فلتذهب هي أيضا "

ثم ارتميت على السرير أمسك اللحاف وأضغط به على

النار المشتعلة في أحشائي وأئن بوجع مكتوم فجلست

بجواري وقالت ببكاء " وسن تكلمي قولي ما في قلبك

خففي على نفسك شقيقتي الحبيبة "

قلت بصعوبة " اتركيني يا فرح أرجوك "

قالت بهدوء " هل تحدثتما ماذا قال لك "

قالت بألم " لم يقل شيئا ولن يقول بعد اليوم ولن

أسمع منه , انتهى كل شيء "

خرجت وعادت بعد قليل وأجلستني مرغمة وهي تقول

" خذي الحبوب هي مسكنات للآلام فقط ستريحك وتنامي "

أخذتها منها وعدت مرتمية على السرير فغطتني

باللحاف وغادرت وتركتني لألمي وبكائي وهمومي

ودموع تحتضنها وسادتي , لأول مرة أراه ليس نواس

الذي أعرفه الذي أحببته لسنين منذ رأيته أول مرة وأنا في

منزل خالتي حين فوجئت بشاب لا أعرفه يقف عند الباب

يدخل دون أن يفتح له أحد , نظرت له وكأني لأول مرة في

حياتي أرى رجلاً , كنت في الخامسة عشرة حينها لكني كنت

بعقل فاق سني كما يقول الجميع فكم كرهت حديث زميلاتي

عن الشباب والعلاقات الغرامية والرسائل واللقاءات وكل

تلك الأمور التي تعبث بعقول المراهقات , لكن ذاك الذي

رأيته يومها كان من كوكب آخر وشيء ما في قلبي قال لي

هذا لك أنتي ملكك منذ سنين , كنا نحدق في بعضنا وكأن كل

واحد منا يرى الجنس الآخر للمرة الأولى لأستفيق لنفسي

أوجاع ما بعد العاصفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن