الفصل الثالث
يسمحون لأوجاعهم أن تبكي ويتهموننا بها
ولا يحق لنا نحن أن نتوجع
*
*
لم يكن يوما لأتخيل موتها أو مرضها أو ألمهاأي شيء إلا هي أي أحد إلا تلك
أنا ... نعم حتى أنا أما هي فلا , نزلت ركضا
بعدما وصلت في وقت قياسي بسبب سرعتي الجنونية
وصعدت السلالم وطرقت باب تلك الشقة بعنف ونسي
عقلي أن يخبرني أنني أملك المفتاح , فتحت لي أول
المفاجَئِين بقدومي أنا تحديداً وفي هذا الوقت بالذات
لتقول بصدمة " نواس !! "
اجتزتها وكأني أدفعها دفعاً من أمامي وتوجت من
فوري لغرفتها وفتحت الباب بقوة ليهالني منظرها متكورة
على الأرض تئن بألم ممسكة لمعدتها وشقيقتها تحاول التحدث
معها وفهم ما بها وأنا لا أستمع سوى لأنينها المتألم المختلط
بالبكاء المكتوم ,نظرت لي فرح بصدمة وكأن هذا الرجل
مكانه في هذا المنزل أمر مستحيل فألجمتها الصدمة وأنستها
سيل الشتائم التي كانت تتوعدني به ما أن تراني
دخلت دون أي تردد أو تراجع ودون أن تتحول عيناي عنها
ولا برمشه صغيرة , توجهت نحوها لأمارس حق المسئول
عنها ,لم أتحدث معها ولم أحاول سؤالها ما بك أجيبي ؟!
بما تشعرين !! هل آخذك للمستشفى
كل ما فعلته تلك اللحظة أن حملتها من الأرض بين
ذراعي كما حملتها طفلة في ذاك اليوم وهي مريضة بالحمى
لأوصلها لدكان والدها ليأخذها للمستشفى , لم أكن أحمل
لها ذاك الوقت أي مشاعر غير مولودة لخالتي بين يداي
وها قد أعاد التاريخ نفسه وحملتها اليوم ليس كحملي
لها ذاك اليوم وليس بمشاعر كمشاعري تلك اللحظات
حتى خوفي عليها كان مختلفا , يقولون أنه بقدر الحب
يكون الجرح فهل بقدر الجرح يزيد الحب ! هل تصح
هذه المعادلة الآن أم هي المسئولية على عاتقي ليس إلا
نزلت بها للسيارة وضعتها في الكرسي بجانبي وغادرت
بها كما جئت بأقصى ما أستطيع من سرعة ونظري عليها
أكثر من الطريق وهي تحضن خصرها بشدة وتتكئ على
أنت تقرأ
أوجاع ما بعد العاصفة
Romance(( أوجاع ما بعد العاصفة )) للكاتبة / برد المشاعر قراءه ممتعه للجميع ...