الفضول

289K 6.7K 1.7K
                                    

في ليلة سادها الظلام والسكون، نور القمر تسلل إلى بعض الزوايا ليضيئها ويهدي بعض الارواح الضائعة في هذا الظلام إلى مساكنها، تبعت والدي وانا امشي على اطراف اصابعي، لم يكن والدي قلقاً من ان يتبعه احد ولكنني كنت قلقة من ان يصدر صوتاً مني يثير انتباهه فلم يرد والدي ان ارافقه، بعد بضع زقاقات ضيقة تؤدي الى منطقة شبه مهجورة، يقف والدي امام المستودع ثم يخرج من جيبه مفتاحاً ويفتحه ليدخل، تبعته حيث انه ترك الباب نصف مفتوح، المكان مظلم ومليء بالغبار والصناديق الضخمة التي تبدو كمنازل صغيرة، رأيت ضوءاً صادراً في زاوية بعيدة من هذا المستودع الكبير، استكشفت المكان بما استطاعت عيني ان تراه وكم اثارني الفضول لاعلم سبب سرية هذا المكان، سمعت صوت خطوات قدم ابي وهو يقترب فاختبأت خلف احدى الصناديق، فجأة سمعت صوت الباب يغلق. تباً يبدو انتي سأقضي ليلتي بين هذه الصناديق، تذكرت اول مرة رأيت فيها هذا المستودع، في اثناء زيارة منزل صديق والدي العم سالم بمناسبة يوم ميلاد ابنته مريم التي كانت ايضاً صديقتي المقربة اكتشف والدي دفتراً اثار غضبه وحنقه واعتبر وجود الدفتر دليل لخيانة العم سالم، بعد ايام تم حبس العم سالم واخذ والدي هذا الدفتر وقدم إلى هنا فوراً قال لي: تمي هني ولا تتحركين. فدخل للحظات ثم خرج، منذ ذلك اليوم وانا احاول معرفة سر هذا المستودع وما فيه، فتحت احدى الصناديق واستليت الدفاتر والاوراق...قضيت الليلة وانا اقرأ كلمات خطفت اللون من وجهي، كلمات شعرت بخطورتها وكأنني امشي على ارض مليئة بالأشواك السامة، لكن لم استطع التوقف عن القراءة ومزقت الصفحات التي أثارت فضولي لأضعها في حقيبتي الصغيرة. كانت هذه الصفحات تتحدث عن عالم يختلف عن عالمنا، عن عالم توجد فيها دول متعددة وحكومات مختلفة، عن عالم يستطيع الناس فيه الشعور بمشاعرهم بأقصى حد، عالم توجد فيه الاديان المختلفة والكنائس والمساجد والجيوش المختلفة، لم استطع مقاومة القراءة فبقيت انا وهذه الكتب والليل ثالثنا.


----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ان تحبون هذا النوع من الروايات، قمت بنشر رواية جديدة على صفحتي والحوار بالفصحى بعنوان : عندما أحببت مجرماَ، يمكن تلقونها على صفحتي شكراَ



عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن