31

10.6K 627 11
                                    

لم استطع فعل ما اراد قيس مني فعله، وتعجبت من المشاعر التي خالجتني ومن ضميري الذي يأمرني بفعل ما هو صواب وهو فعل ما يجب لانقاذ قيس ومساعدته كما قام هو بمساعدتي عدة مرات، توقفت على جانب الطريق عندما تأكدت بأن لا أحد يلاحقنا.
ثم تنفست الصعداء محاولة التفكير بحل.
اخرجت هاتفي واتصلت ببدر.
بدر: الو.
يبدو من صوته بأنني ايقظته.
انا: بدر...تقدر تطلع من البيت الحين؟
كان صوتي يرجف من شدة الخوف والهلع.
بدر: وينج؟ بسرعة وبييج...شو محتاجة؟
انا: ابا شي يضمد جرح او يوقف نزف.
بدر: افتحي الدلال في موبايلج وبييج.
انا: مب خطير؟
بدر: بهكر موبايلج لا تخافين محد بيشوف غيري...بس عطيني هوية موبايلج وايميلج.
قدمت له رقم الهاتف وبريدي الالكتروني ثم قام بدر باختراق هاتفي وقمت بتشغيل الدلال ليتبع الخارطة الي.
قيس يرجف الآن بشدة فأنزلت مقعد السيارة الامامي حتى يستلقي كلياً ثم نزعت سترتي ووضعتها عليه وقمت بالضغط على الجرح. لم تفارقني عينا قيس ابداً وكم حملتا من الكلمات والمشاعر التي لم أراها في عيني احد من قبل، اليس من المفترض الا يشعر؟ فكيف تنطق عيناه بمشاعر تفوق الكون والحد والزمن؟ دمعت عيناي اللتان فهمتا عينيه الذابلتين.
قيس: ابا اشوف الجنة.
صدمتني كلمات قيس فهذه كلمات تصدر من المضيئين لا منا نحن.
انا: شو؟
قيس: ابا اشوف الجنة...ابا...ابا اشوف..
يصمت قيس للحظات ومن ثم يعض شفتيه مرة اخرى من الألم.
انا: قيس انت تؤمن بالجنة؟
قيس ينظر الي وتنزل الدموع من عينيه ولم أرى ايجابة واضحة على وجهه وعينيه بل رأيت حزناً وأملاً، كم يضعف الانسان امام الموت وتكشف عنه الاقنعة، رأيت طفلاً ضائعاً امامي الذي يرجف الماً وخوفاً من ان ينتهي وجوده كلياً وكأنه لم يكن..طفلاً يأمل بأن العالم ليس بحدودية ما صورناه وبأن موته لا يعني موت وجوده، امسكت بيد قيس ولم أفهم كيف استطعت فهم ما يقوله قلبه وجسده وروحه ولكن شعرت وكأن أرواحنا تتحادث. ابتسم قيس ثم تجهم وكأنه شعر بألم من نوع آخر، يسعل قيس بشدة.
انا: قيس تحمل ارجوك تحمل.
ثم تذكرت امراً ما فتركت يده وبحثت بين صفحات والدي
انا: قيس اسمع.."لعشرات وعشرات وعشرات السنين منع جماعة النور اقامة المناكس الدينية او الطقوس الدينية علناً بحجة انها تزيد من انقسام البشر ثم تم الهجوم على فكرة الدين وفكرة كل ما هو روحي وخارق للطبيعة حتى اصبح المؤمنون مجانين وخونة والغير مؤمنين عقلاء ولكن لماذا؟ لماذا نحرم انفسنا من عالم غير محدود...من عالم تحكمه الطبيعة واللا طبيعة..انا أؤمن ان الله يرعانا ولن ادير ظهري له وأؤمن ان هنالك جنة..

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن