الحقيقة

5.9K 413 28
                                    

- سنذهب للبحث عن مكة، وأنا أمتلك مخططات قد تم توارثها عبر أجيال وأجيال من الحجازيين، لقد أرسلنا كتيّب والدكِ مع إحدى مجنداتنا التي ضحت بنفسها حتى يتم ايجاد هذا الكتيّب، وكنا نعلم بأن ريك الغبي سيتواصل معكِ وسيحاول أن يجعل منكِ طعماَ للوصول إلينا.

ريك؟ طعم؟ نظرت إلى أسماء كالغبية وأنا لا أفهم ما تقصد، تراجعت أسماء شاعرة بالصدمة.

- تباَ ..أحقاَ ظننتي بأن قيس وجنوده الأغبياء وجدوا هذا الكتيّب وقيس الملاك أتى ليساعدكِ؟ انه جاسوس!

أغمضت عيناي غير مصدقة بأنني تجاهلت حدسي مرة أخرى لأتبع قلبي الأبله.

- أين وضعتموه؟

تيشر أسماء نحو إحدى الفتيات، وينفتح الباب ليتم إلقاء قيس الفاقد عن الوعي أمامي، يحاول قيس استعادة وعيه ولكنه يبدو متعباَ.

- نحن الفتيات لا نحب استخدام العنف، حقناه بفيروس سيجعله متعباَ ليومين، ما يقدم لنا الوقت الكافي للذهاب..هيا.

قالت أسماء، ولاحظت بأن جميع الفتيات بدأن بالحركة، نظرت نحوها ثم نحو قيس وانا شاعرة بالتردد.

- أنا: لا أستطيع الذهاب معكن...ربما هذا فخ آخر!

- أسماء: فخ؟ نحن من أرسلنا لكِ ذلك الكتيّب ولا نملك الوقت للجدال، هل حقاَ تثقين بجندي ولا تثقين بنا نحن؟ ألستِ سجينة؟ أليس من المفترض منكِ انتهاز أي فرصة للهروب.

- أنا: لا أعرفكِ حتى!

- أسماء: وتعرفين هذا الشاب؟

بقيتَ صامتة للحظات، وانفعلت أسماء لتصرخ بأعلى صوت.

- أسماء: تحبييينه يا بلهاء؟ تملكين وقتاَ وطاقة للحب؟ ألا ترين في أي عالم نعيش نحن؟

- أنا: ماذا تريدين مني؟

- أسماء: علينا الذهاب إلى مكة

- أنا: ولماذا تحتاجين إلي أنا بالذات؟ لستَ بوالدي! ولن أكون مثله ابداَ.

- أسماء: لا أصدق بأنني خسرتً آدم، وخسرتُ ماريا بسببك.

فاجأتني جملتها، كيف لها أن تعرف آدم.

- أسماء: انا من وجهت آدم ليهتم بكِ في ذلك المكان حتى لا تفقدين عقلكِ، وانا لست بحاجة إليكِ ولكن هذا الدين الذي عليه دفعه لوالدكِ الذي وقف بجانبنا، لا أستطيع ترككِ بين هؤلاء المجرمين.

- أنا: لن أذهب بدون قيس.

- أسماء: قيس سيقتلكِ يا مجنونة...لقد خسرته في اللحظة التي ولجوا إلى عقله! لن يستطيع التحكّم في أفكاره ومشاعره من اليوم، إن أرادوا أن يجن قيس في أية لحظة يستطيعون فعل ذلك.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن