36

9.8K 609 10
                                    

صرخت بأعلى صوتي وضربت البوابة بيدي.
انا: سااااااامي....بدرررر....دخييييلكم طلعوووني ماقدر اتم دااااخل...طلعووووني.
ضربت البوابة حتى امتلأت الجروح يدي، شعرت بالهلع وضيق النفس والدموع تنهمر بلا توقف، شعرت وكأن هذه الغرفة شديدة الضيق ولم استطع التنفس، اردت الخروج، اردت الخروج، اريد الخروج، اريد الخروج، شعرت بالدوار ولكن لم اتوقف عن ضرب الباب، اريد الخروج، اريد الخروج.
صرخت بأعلى صوتي حتى آلمني حلقي ولا جدوى ولا مجيب.
صوت قيس: جوهرة.
لم استجب له ولم التفت اليه، كل ما اردته هو الخروج.
صوت قيس: جوهرة..جووهرة..اسمعيني.
ضربت البوابة مجدداً ولكن لم تستطع قدماي حملي فسقطت عن السلم.
بقيت مستلقية على الارض وانا ابكي واطلب النجدة، سمعت صوت زحف قيس باتجاهي.
صوت قيس يقترب اكثر واكثر.
قيس: جوهرة طالعيني...جوهرة.
رفعت ناظري لأراه، يضع قيس يده على مكان الجرح ويبتسم ابتسامة باهتة.
قيس بصوت يملؤه التعب والهوان: جوهرة...انا موجود..خلاص..لا تخافين..بس طالعيني..فكري في شي ثاني.
يزحف قيس ليصبح بجانبي الآن، وجهه شاحب وشفتاه مزرقتان.
انا: ابا اطلع لازم اطلع.
يمسح قيس رأسي بيده.
قيس: خبريني شو صار امس؟
نظرت اليه ثم الى الجرح، ترددت هل علي ان اخبره عن المضيئين؟ وانهم هم من ساعدوه وعالجوه؟
قيس: جوهرة؟
انا: ماقدر اخبرك...انت حارس ويمكن تسوي فيهم شي.
قيس: منو؟
اشحت نظري عنه ثم نظرت حول الغرفة وبدأ الخوف يتسللني مجدداً.
قيس: فكري في شي ثاني جوهرة..غمضي عيونج واتخيلي انج في مكان يريحج.
اغمضت عيني ولا اعرف لماذا ولكن تخيلت نفسي في ساحة كبيرة مليئة بالناس من اصدقاء واقارب، نكرر جميعاً كلمات النشيد الذي سمعته البارحة، همست النشيد وكررته فاستلقى قيس بجانبي مستمعاً ومستمتعاً ولا يعلم من اين هذه الكلمات وما تعنيه.
انا:- في كل وقت و حين-املأ قلبي باليقين- ثبتني على هذا الدين- و اغفر لي و المسلمين- حسبي ربي جل الله- الله الله- ما في قلبي غير الله- الله الله.
يكرر قيس معي هذه الكلمات ثم يمسح رأسي لأهدأ وبالفعل زال الخوف من قلبي للحظات، ولكن لم يتوقف جسدي عن الرجفان فشعرت بالبرد الشديد ولم اعرف ان كان سببه الخوف ام الغرفة

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن