29

11.4K 616 9
                                    

في ليلة ساكنة يبدو فيها القمر بجماله وكماليته، جلست في الخارج مرتدية بنطالاً وسترة وقبعة انتظر قيس بمشاعر مختلطة تتراوح بين الحماسة والخوف، وضعت يدي في جيبي السترة بسبب البرد القارص.
لاحظت قدوم شخص من بعيد ماشياً على قدميه فإذا به قيس،وقفت ونظرت إليه وحولي.
قيس يقترب مبتسماً.
قيس: بركنت السيارة بعيد شوية.
انا: اذا خايف..ما نسير.
قيس يضحك ثم يومئ باتجاه الطريق لاتبعه فتبعته.
قيس: الجو برد الليلة.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
اوقفنا السيارة بعيداً ثم مشينا مسافة على اقدامنا لنصل امام المنزل المهجور الذي يبدو مخيفاً جداً وسط ظلام الليل، ألقى قيس باتجاهي مصباح يدوي ثم دخلنا إلى المنزل، الظلام شديد واكاد اسمع صوت الفئران وهي تجري من زاوية لزاوية اخرى، صعدنا إلى الطابق العلوي.
انا: قيس...انت كنت تتم هني وانت صغير؟
قيس: هيه...هربت من البيت وعمري حدعشر سنة..كنت حاس اني مكروه في البيت وكنت طايش فهربت وعشت هني فترة وبعدين سجلت مع الحرس.
يشير لي قيس بالجلوس في زاوية ما من الغرفة وقمت بذلك، الظلام الشديد اشعرني بالخوف وابتعد قيس. ثم عاد قيس وقدم لي الأوراق، صوبت المصباح باتجاه الاوراق.
"لم أستطع تحمل الكذب ولا الخداع فالحرس ليسوا رمزاً للسلام بل هم غطاء لماض وتاريخ دموي قد يعيد نفسه...فان استطاع الحكام قتل الملايين من البشر فقط لانهم عارضوا فكرة العالم الموحد ألن يستطيعوا اليوم التخلص ببساطة منا؟؟"
قبل ان اكمل القراءة سمعت صوت عدة مركبات. قيس يمسك بذراعي ويشير الي بالهدوء ثم اطفأ مصباحينا، ضوء القمر تسلل من النافذة ليضيء بعض الزوايا ولكن مع ذلك لم استطع رؤية ملامح قيس عندما ابتعد، نظر قيس عبر النافذة إلى الشارع ثم اخرج هاتفه وأطفأه وركض نحوي.
قيس يهمس: عدنان هني مع جماعة التفتيش...يمكن شاف سيارتي في المنطقة وشك اني رجعت هني.
انا: وليش بيفتش؟
قيس: مادري.
انا: يمكن يدور على حد ثاني.سمعنا صوت خطوات اقدام في الطابق السفلي فشد قيس يدي وركضنا.
قام قيس بخلع اخشاب جدار هذه الغرفة.
انا: شو تسوي؟
قيس: الجدار هني طبقتين...جي كنت اتخبى زمان، بس المكان ضيق...عندج ربو؟.
انا: لا بس.
قيس يدفعني إلى داخل الجدار ثم يقف بجانبي ويبدأ بحمل الواح الاخشاب وتثبيتها من الداخل، نستطيع رؤية الغرفة من خلال الفتحات الصغيرة بين الالواح، عندما انتهى من تثبيت الألواح سمعنا خطوات اقدام تقترب ثم لاحظت انني نسيت مصباحي على الارض في زاوية الغرفة وهلعت.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن