49

8.8K 560 32
                                    

دخلت والدتي الغرفة مجدداً وهذه المرة لم أقترب منها بل بقيت في زاويتي في غاية الحذر منها، شعرت بأنني لا أعرفها، ربما هي ليست والدتي، ربما هذه خدعة أخرى. تجلس والدتي على السرير وتنظر إلي للحظات بصمت.

والدتي: أبوج بدا يشك فيني آخر الأيام وبدا يخبي عن اشياء فاضطريت أبلغ عنه قبل لا اكشف عن وايد أشياء...كنت أبا أخبرج بكل شي يوم يصير عمرج عشرين سنة وادخلج الحرس بس أبوج خرب كل شي.

أنا بصوت جاف متقطع: ليش؟ليش ما كلمتيني يوم يوم مات أبوي؟ ليش ما خذيتيني؟

حاولت منع نفسي من البكاء ولم استطع فالألم الذي شعرت به لا يطاق.

والدتي: جوهرة حسيت يمكن انتي وابوج متشاركين في سر ويمكن انتي تعرفين شي..في وايد ناس في الحرس من حياتج وجواسيس ومع ذلك محد قدر يكشف بالضبط منو اللي يحرك المضيئين وكيف نقدر نحصلهم كلهم...أمس صارت مظاهرة قالوا عنها سلمية بس نحن خلصنا عليهم كلهم وقبضنا على كمية كبيرة ومحد راضي يعترف بشي بس أنا حاسة انه لج يد في الموضوع وإلا ليش سامي أشارلج؟ وليش سامي وقف يوم شافج؟ سامي اللي هو أحد القادة عندهم.

أنا: لو ما قتلتوه كان قدرتوا تسألونه هالأسئلة.

والدتي: جوهرة...قوانينا ما تسمح نخلي اي حد يعرض الناس للخطر يعيش فما نقدر نملي السجون مضيئين وما نقتلهم.

أنا: قوانينكم غبية.

والدتي: بدر الصراحة من الناس اللي أصر انه مالج دخل في شي..شكله الحب أعماه.

أربكني ذكر والدتي لاسم بدر.

أنا: بدر بدر بدر...شو الواسطة القوية اللي عنده..أول عدنان بعدين انتي؟

والدتي تضحك: بدر واحد من الحرس وهو جاسوس بعد.

الصدمة على وجهي ترسم ضحكة أخرى على وجه والدتي، تقف والدتي وتقترب مني.

والدتي: جوهرة..بما انج ما عندج شي تقولينه وبما انج من المشتبه بهم قررنا نعدم حتى اللي نشك فيهم واللي يتعاونون ويانا بس هم اللي بيعيشون.

أنا: أنا ما كنت ابا انتحر واموت عشانج وعشان ابوي....عشان ما ارضي الحرس وأخليهم ينتصرون على عيلتنا...بس الحين اذبحيني ما يهمني...هالدنيا وايد وصخة بحيث أم تعدم بنتها.

والدتي: المشاعر هي اللي تضعف الناس...أهم شي مصلحة الجميع على مصلحة الفرد.

أنا: شو الفرق بين هالعالم والعالم القديم؟ زمان كانت الناس تذبح بعض علانية واليوم الناس تذبح بعض بالسر...في دم بالحالتين.

تنظر إلي والدتي بحزم ثم تخرج من الغرفة لتتركني أغرق في دموعي الحارقة.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏ صوت قيس: جوهرة...جوهرة.

فتحت عيني ولم أدرك بأنني غفوت، الظلام حالك ولم أستطع الرؤية أمامي.

أنا: قيس؟

صوت قيس يهمس: ششش...اتعطل النظام وعندنا بس ستين ثانية قومي.

أنا: شو تسوي؟

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن