يقف آدم تحت أشعة الشمس المشرقة، مرتدياً بنطال ابيض اللون وقميص ابيض اللون يكشف عن تعاليم نحره، تلمع خصل شعره التي تتمايل مع نسيم الهواء البارد وينظر نحوي بعينه الخضراء اللامعة وعينه الزرقاء المتلألئة، ويبتسم ليكشف عن اسنانه الناصعة البياض، اصابع قدميه الحافيتين تتغلل في العشب الاخضر وكأن العشب قطن يقف عليه.
صوت طرق باب...صوت طرق باب نزعني فوراً من ذلك المكان، استيقظت فجأة لأجد نفسي مستلقية على الاريكة.
وقفت فوراً وخفت من انعكاسي على مرآة غرفة الجلوس، شعري الاشعث يشبه عش العصفور، ثياب البيجاما التي لم اغيرها لثلاثة ايام تلطخها بقايا الايس كريم من الليلة الماضيةً وتضايقت من رائحتي ايضاً.
هل هذا شكل فتاة قد طلب احدهم يدها قبل ثلاثة ايام؟ سألت نفسي وانا انظر الى المرآة بقرف.
زحفت قدماي حتى وصلتا امام الباب وفتحت الاباب وانا اتثاوب لأجد قيس امامي، بوجهه الوسيم، بشرته البيضاء الصافية، عينيه العسليتين، وابتسامته التي تظهر غمازتيه، وخصل شعره الداكنة تلامس رموش عينيه الطويلة، حيث انه اليوم عكس كل يوم، لم يسرح شعره للوراء، ولم يمتلك تلك النظرة العسكرية، بل ارتدى قميصاً صوفياً قرمزي اللون وذا قلنسوة، وبنطال عادي، ووضع عطراً ايقظني من حالة النعس التي كنت فيها، بدا جميلاً ووسيماً وبسيطاً ليذكرني بالماضي. سرعان ما اختفت ابتسامة قيس وقطب حاجبيه.
"هل غيرت رأيك؟" قلتها وانا اسخر من منظري.
"لم تجيبي على مكالماتي ولم تفتح الباب لثلاثة ايام...لماذا؟" سأل قيس وهو لا يزال واقفاً في الخارج.
"لأنني ارفض طلبك ذلك" قلتها وانا اسد الطريق غير تاركة له المجال كي يدخل البيت.
"غريب امرك" شخر قيص سخرية، ورفعت حاجبي الايمن متحدية.
"ماذا تريد؟"
"اريد ان نخرج"
"الى اين؟"
ابتسم قيس ابتسامة تخفي حماسه.
"الى المسجد الذي بناه والدك"
----------------------------------------------------------------
بعد صراع داخلي طويل ومشهد عراكي كبير بين صوت المنطق في عقلي وصوتي انا، انتصرت انا كالعادة لأرتكب ما قد تكون حماقة اخرى بين قائمة الحماقات.
خرجت من سيارة قيس وانا ارى ارض خالية امامي.
"اين المسجد؟"
سألت وانا انظر الى قيس الذي ابتسم ووضع الخارطة على الارض المليئة بالارقام والدوائر التي لم افهمها.
"علينا ان نجد البقعة الصحيحة"
"اتقصد ان المسجد تحت الارض؟"
أنت تقرأ
عندما شهدتُ مقتل أبي
Science Fictionتدور الاحداث في العالم الجديد..تحت حكم جيش وحكومة واحدة..قصة تحدث في الارض بعد حوالي مئة عام، الارض لم تتطور بل دمرت بالكامل بسبب الحروب بين البشر، العالم الجديد اصبح شديد الانقسام بين الاحزاب والطوائف فاصبح كل جزء ملون بلون خاص ولا يسمح لشخص من حزب...