"الجزء الثاني من رواية عندما شهدت مقتل ابي من بعد الاحداث"
-----------أشعر بثقل غريب وخفة في قدمي، اشعر وكأنني اطفو في السماء كغيمة هائمة ولكنني اشعر بأنني أغوص في قاع البحر الثقيل أيضاً، افتحي عيناكِ، افتحيهما، حركي اصابعكِ، تباً كم هو صعب.
أشعر بدفء ذراعي وبشدة برودة اطراف اصابعي، ما هذا التناقض، ما هذا الاختلاف، وكأنني عالقة بين بعدين وبين حالتين، يعود الدفء تدريجياً لينتشر من ذراعي لقدمي لصدري. أشعر بنبضات قلبي المتسارعة، الخائفة، المؤلمة. حاولت تحريك أصابعي واستطعت ان اتغلب على سبابتي التي طاوعتني وارتفعت.
"جوهرة؟" صوتُ ناعم تسلل ليدغدغ اذني وشعرت بحنين اذني لسماع الاصوات، كم بقيتٔ منعزلة؟، وكأن ذلك الصوت استطاع تنبيه عيناي ايضاً اللتان بعد معاناة طويلة استسلمتا واستطعت فتحهما، شعرتُ بألم شديد من الضوء الساطع المفاجئ الذي حرق عيني، اطفأ احدهم الضوء ليترك فقط ضوء الشمس الدافئ الذي يضيء جزءاً من الغرفة، نظرت حولي لادرك بأنني في غرفة ما في المشفى.
حرّكت رأسي وعنقي الصدئ والذي آلمني بشدة لأرى ممرضة تقف امامي مبتسمة، ركضت الممرضة خارجاً.
بعد عدة اللحظات من السكون والصمت الثقيل، بعد محاولات عدة لأتذكر ما حدث، هاجمتني بعض اللقطات المزعجة.
"ق...ي..س" نطق لساني اسمه هامساً، ودمعت عيناي. هل يعقل؟ هل انا في الحياة الاخرى ؟ هل نجوت؟ نظرت الى ذراعي لارى نصل الدواء. دخل طبيب شاب لم اره من قبل وقام بمعاينتي فوراً.
....
"جوهرة.. كيف حالك؟ تستطيعين التحدث" سألني الطبيب.
"انا بخير" اخبرته بصوت جاف كاد ان لا يخرج. "اين انا؟" سألته ولكن الطبيب تجاهلني.
"اتصلي بالضابط قيس" قال الدكتور للممرضة. ضابط؟ ماذا يعني بضابط؟ هل انا احلم؟ ام اصابتني الهلوسة؟ هل سمعته يقول قيس.
حقنني الطبيب بابرة وابتسم. "ستعودين للنوم الآن وسنراكِ بعد اربعة ساعات". حاولت ان اعترض ولكن لم اكن قوية بما فيه الكفاية.
--------
"ان الانسان لا يمتلك روحه فروحه هي جزء من نظام الكون، يمتلك الاحقية بالانتحار ان ظن بأن روحه فاسدة للكون وله كل الحرية لتقييم ذلك ولكن لا يمتلك الانسان حرية افساد هذه الروح..ففسادها تشكّل بداية ورم مجتمعي خبيث علينا استئصاله قبل فوات الاوان.." صوت ملائكي يقرأ هذه الافكار التي لطالما كرهتها والتي لطالما عاملت الانسان كمسألة علمية رياضية بحتة، التي لطالما حرمتنا من الاحلام. صوت دافئ اشعر قلبي بالامان وهدأت خفقات الخوف التي لم تتوقف للحظة رغم المهدئات، فتحت عيناي لانظر الى مصدر الصوت بجانبي فإذا به شاب يبدو مألوفاً ولكن شعر ذقنه اخفى معظم وجهه لتتركا عيناه الجميلتين اللتان تبدوان مختلفتين، لكنني اعلم هاتين العينين."قيس" همستُ سعيدة. نظر إلي قيس وامسك بيدي لأشعر بشرارة الدفء تنتشر في كل طرف من جسدي. لا يعقل ..لا يعقل بأننا نجونا ولعل هذه اللحظة هي لحظة في الجنة التي أملت بوجودها.
لكن بدا قيس مختلفاً، ارتدى ثياباً عسكرية اكثر رسمية عن ثيابه السابقة، يبدو من هيئته وكأنه اكبر سناً، ملامحه اشد قساوة، تلك البراءة التي لطالما رأيتها في وجهه قد تم خدشها، عيناه لا حياة فيهما، ويده خشنة لا تتوقف عن الرجف الخفيف. شعرت بالارتباك..هل هذا حقاً قيس؟ لا هذه عيناه وهذه لمساته ولكن في الوقت ذاته شعرت بانه شخص آخر. وضع قيس الكتاب الكوني الذي كان يقرأه في جيب سترته.
"ماذا حدث؟" لم يجبني قيس فوراً، بل نظر الي بعينان تحملان الكثير من الاجوبة وكذلك تحملان فراغاً ثقيلاً.وقف قيس ثم اقترب مني فجأة وهمس في اذني.
"مهما حدث...لا تهلعي..لا ترفضي طلباً..انسي كل ما حدث..وانسيني" قالها بنبرة باردة قاسية مخيفة ولكنني وضعت يدي على صدره مكان الطلقة.
ابعد قيس يدي عنه "لا يموت الناس هنا دون اعدام".وقف قيس وابتعد قليلاً وقد سمع خطوات اقدام من الممر، دخل الطبيب الشاب.
"لا تسمح بدخول احد لزيارتها ولا تسمح لها بالخروج.."
خرج قيس من الغرفة بمشية مستقيمة عسكرية صارمة.
لم افهم ما حدث؟ كيف تحول قيس من خائن الى ضابط؟
كيف استطعنا الهرب من مصير الاعدام؟
---------------رايكم؟ هذا اول بارت من الجزء الثاني وبنزله وحده، الحوار صار بالفصحى ..جي احسن؟ خبروني رايكم لانه اراءكم تأثر على القصة 👌 ولا تنسون النشر واللايك
أنت تقرأ
عندما شهدتُ مقتل أبي
Ciencia Ficciónتدور الاحداث في العالم الجديد..تحت حكم جيش وحكومة واحدة..قصة تحدث في الارض بعد حوالي مئة عام، الارض لم تتطور بل دمرت بالكامل بسبب الحروب بين البشر، العالم الجديد اصبح شديد الانقسام بين الاحزاب والطوائف فاصبح كل جزء ملون بلون خاص ولا يسمح لشخص من حزب...