وُلدت ابنة لي اليوم، ونظرتُ للأعلى شاعراَ بأنها هدية من الله، لم أرد أن يراني أحد في المشفى وأنا أرفع ناظري، فعلينا في هذا العالم أن نشكر الطبيب لا الإله، أن نقدّم امتناننا للعلم لا للغيب، ولكن كيف يمكن لكائن مثل الذي كان يتنفّس بين ذراعي أن لا يكون معجزة من الله؟ كيف يمكن لهذه الفتاة الرقيقة الجميلة أن لا تكون هدية من الله؟ دمعت عيناي وأنا أتأمّل أصابعها الصغيرة، وعيناها، وشعرها الرقيق، وشعرتُ بدقات قلبها الصغيرة، هذه ابنتي، هذه جوهرتي، لم أستطع تمالك مشاعري، ولا توجد حقنة في العالم يمكن لها أن تخدّر هذه اللحظة الأبدية لي، شعرتُ بأنه لا زمن في هذا الكون، ولا مكان، بأن هنالك شعور بالخلود، وبأن الله هو الخالد.
نظرت إلي زوجتي الخائفة، والتي لم ترد أن تدمع عيناي وأنكشف، وأن تتحوّل لحظة احتضاني لطفلتي إلى مشنقة اعدام، أعدتُ الجوهرة لوالدتها، وتصنّعت ابتسامة باردة لأتوجه بقدمي إلى دورة المياه، تركت الماء يسيل ليغطي على صوت بكائي، دموع لم أستطع تمالكها، كم كنت ممتناَ، كم كنت ممتناَ لهذه النعم الصغيرة التي أحظى بها، العالم السوداوي الذي كاد أن يتسبب بانتحاري، العالم الذي شعرتُ بأنني مسجون فيه، كنت أعلم بأن هنالك قوة أخرى في هذه الدنيا، وبأن البشر ليسوا أعظم خلق، لم أستطع تخيّل أن يكون الانسان هو الأول والأخير، هو نقطة البداية ونقطة النهاية، كيف يمكن للانسان أن يكون كذلك؟ هذا المخلوق الجشع البشع، كيف يمكن أن يكون الانسان هو الحد، وكنت أعلم بأن هنالك اله يسمع لصلواتي في الليالي الباردة، وأنا أتوسّل بأن يقدّم لي نقطة أمل في هذه الحياة، ورأيتها اليوم، ابنتي.
هلا يا جمااااعة تبون أنزّل مقتطفات من أبو الجوهرة وقيس وآدم وباقي الشخصيات؟ وبتكون بهذا الشكل، فقط اللي قرا الرواية بيفهم هذه المقتطفات من مذكراتهم.. قولولي
أنت تقرأ
عندما شهدتُ مقتل أبي
Science Fictionتدور الاحداث في العالم الجديد..تحت حكم جيش وحكومة واحدة..قصة تحدث في الارض بعد حوالي مئة عام، الارض لم تتطور بل دمرت بالكامل بسبب الحروب بين البشر، العالم الجديد اصبح شديد الانقسام بين الاحزاب والطوائف فاصبح كل جزء ملون بلون خاص ولا يسمح لشخص من حزب...