47

9K 583 17
                                    

حاولت التفكير بأمور أخرى..تذكر أمور لا تثير فيني العواطف.

عدنان يقف وقد بدا اليأس على وجهه، يخرج عدنان من الغرفة ويتبعه بعض الحراس.

لينا: عندج يوم كامل فرصة للاعتراف.

تخرج لينا ولكن تلتفت قبل أن تغلق الباب.

لينا: يمكن تلاعبتي بمشاعر قيس وهالشي اللي يخليني متأكدة انج مب بريئة واللحظة اللي اكشف فيها حقيقتج أنا بنفسي بعدمج.

نظرت إليها مندهشة مما قالت ومستنكرة اتهامها.

أنا: مب مفروظاً الحراس أكثر ناس ما يتبعون مشاعرهم...والانتقام أكبر رغبة وشعور.

لينا تضحك ساخرة مما أقول وأغلقت الباب.

بقيت في هذه الغرفة لساعات طويلة ولم أفرق الليل من النهار ولا النهار من الليل وقد أضعت العد فلم أستطع معرفة عدد الأيام التي بقيت فيها في هذه الغرفة ولم يحدثني أحد ولم أسمع صوت أحد، الحارس الذي يقدم لي الطعام لا ينظر إلي حتى وكأنني غير مرئية في هذه الغرفة وكأن بياض ثيابي جعلني جزء من أثاث الغرفة، كدت أن أصاب بالجنون.

في يوم من الأيام، سمعت صوت الباب يُفتح وكالعادة توضع صينية الطعام على الأرض، هذه المرة لم أتكبد عناء محادثة الحارس الذي لن يجيبني ولن ينظر إلي حتى. بقيت على السرير مستلقية وعيناي مغمضتين، ثم شعرت بيد رقيقة حنونة تلمس يدي وتعرفت على هذه اللمسة ولم أصدق ما شعرت به.

صوت والدتي: جوهرة.

فتحت عيني لأرى والدتي بثياب الحرس واقفة بالقرب من سريري، تسمرت في مكاني للحظات ولم أستوعب ما رأته عيناي، هل بدأت أهلوس؟ هل بدأت أحلام اليقظة تراودني؟ هل أفقد عقلي؟ هل أصابني الجنون أخيراً؟ جلست والدتي على ركبتيها وابتسمت ابتسامتها التي تضفي حس السعادة والأمان في قلبي.

والدتي: جوهرة...ما صدقت يوم قالولي انتي هني.

لم اجبها ولم أتحرك خوفاً من أن هذا الحلم أو السراب قد يذهب إذا تحركت أو نطقت بحرف.

والدتي: جوهرة أعرف الحين مصدومة أكيد...بس بفهمج كل شي.

تهرب الدموع من عيناي وأنا أتأمل وجهها الحنون وشعرها المموج الذي رفعته وتتلذذ أذناي بصوتها الرنان الذي يدفئ قلبي.

تمسح والدتي الدموع عن وجهي ثم تقبل رأسي وكم شعرت بأن هذا حقيقي، لم أستطع تمالك نفسي.

أنا: أمي.. نطقت كلمة "أمي" وأجهشت في البكاء لا أصدق هذه النعمة، هل الله أرسلها لي؟ هل هذه نتيجة دندنتي لأشهر لهذا النشيد الذي حفظته؟ هل المعجزات التي ذكرها والدي في يومياته حقيقية، بدأ جسدي يرجف فمسحت والدتي ذراعي تكراراً. والدتي: جوهرة أنا هني...أنا هني.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن