27

11.6K 652 12
                                    

يمسح قيس دمعة متهورة هربت من عينه ثم يمسك قيس بيدي وهو يقود باليد الأخرى، مع انتي تعاطفت مع ما قاله قيس وشاركته هذا الأسى ولكن لم استطع سوى التفكير ان هذه اليد التي مسحت دمعة حارقة وتساندني عند الحاجة هي نفسها التي حرمتني من والدي.
قيس: ابوج كان الوحيد اللي شككت بسببه نظامنا، كيف انسان مثل ابوج يرتكب هالجريمة؟ شو اللي خلاه يسوي جي؟
انا: حتى انا ماقدرت اجاوب على هالاسئلة.
قيس يقود في صمت الآن، صمت يحمل الكثير من الكلام ولأول مرة شعرت بأن قيس ليس من الحرس وبأن قيس انسان لديه شكوك وتساؤلات، شعرت بأن قيس يريد ان يخرج من هذا العالم ويريد ان يشاركني شكوكه، ربما لم يرد قتل ابي وربما لم يكن مقتنعاً بما حدث له.
أنا: تحس ابوي مات ظلم؟؟
قيس ينظر الي ثم إلى الطريق.
قيس: احس موته بدون تحقيق اكثر كان غلط...واحس من حقج تنتقمين ومن حقج تحسين باللي تحسين فيه.
انا: وليش ما عارظت هذاك اليوم؟ ليش راويتهم الكتاب الاسود وليش تليت هالآيات من الكتاب الكوني؟
قيس: ماقدرت ارفض او اسوي اي شي وإلا بيذبحوني...وبعدين راويتهم الكتاب الاسود لانه مكتوب فيه مذكراته وقال انج برا الموضوع وكان يفكر يخبرج وما خبرج..كان الدليل الوحيد اللي يحميج.
دمعت عيناي وحاولت كبت نفسي من البكاء.
قيس ينحرف عن الطريق فجأة ويتجه نحو مكان آخر.
انا: وين ساير؟
قيس: بتقرين الكتاب بنفسج.
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏
اتجهنا نحو منطقة شبه مهجورة وناولني قيس سترة من ستر الامن لديه فارتديت السترة والقبعة، ترجلنا من السيارة واتجهنا نحو منزل مهجور يضيئه شعاع الشمس الذي يتسلل من بعض الثقوب. انتظرت في غرفة وشعرت التوتر، ربما احضرني لقتلي وهذه خدعة؟
يعود قيس وبيده اوراق ويقدمها لي، قرأت الأوراق فاذا هي بنسخ من مذكرات ابي.
انا: مستحيل.
قيس: نسخته بالسر.
قرأت الصفحة: ذهبت اليوم لأقابل قائد المضيئين واندهشت انه شاب بعمر ابنتي، كان يصر بان اخير عائلتي وان احضر ابنتي وزوجتي إلى النور ولا ابقيهم تحت الظلام ولكن ترددت فهذا الامر خطر، قررت اخبار زوجتي التي تقبلت الامر واقتنعت بما نؤمن به ولكن رفضنا رفضاً تاماً ان نخبر ابنتنا قبل التأكد من قوتنا". انا: ليش يكتب كل هالكلام على ورق؟ يبا ينسجن؟
قيس: من اللي فهمته ابوج كان بدا يعاني من الزهايمر وكان ينسى وايد فكتب يومياته وامج ساعدته، الكتاب وايد سري وما توقع حد يحصله بس في حد جماعة المضيئين خاين ويا خبرنا.
انا: كيف؟
قيس: جي قبضنا عليه وعرفنا عنه...في حد بلغ عليه.

عندما شهدتُ مقتل أبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن