7.طير ذو هدف مشوشّ

925 113 231
                                    

فوت كومنتز شير

***

لقد قال بأن ما كسبوه مذهل ، و ناول تلك الموظفة بعض الأوراق ، كما أن ذلك الرجل أخبرني بأن مالك هذه العمارة سيأتي لهنا في أي لحظة!

هل كل هذا يخبرني بأن ليام يملك هذه العمارة؟

لن أنسى عندما كان يتحدث في الهاتف عن العمارة و الحانة "إلهي" نطقت بيني و بين نفسي 

إذاً ليام رجل مهم؟ يملك عمارة ؟ و حانة في حالة ممتازة؟

مررتُ لساني على شفتاي الجافتان و بدلتُ تعابيري المندهشة إلى ٱخرى تصطنع الترحيب به ، إبتسامة صغيرة ، و وجه يملؤه القليل من البشاشة و أخيراً هزّ رأسي نحوه كتحية و من ثم الإختفاء كلمح البصر من أعين الجميع في شقتي .

ما إن وطأت رجلي عتبة الباب ، أغلقت الشقة بإحكام لتنعقد حاجباي أكثر "هل هذا حقيقياً ؟ عمارة شاهقة كهذه ملكٌ له؟" قطبتُ جبيني مفكرة حتى علمت بأنه أراد مني العمل لمصلحته و الربح ! نعم فهو يكسب من الأيدي العاملة عنده ! و اللعنة جاكسون هذا لابد بأنه كان عاملاً أيضاً!

و لكن كيف له بأن يستضيفني في شقته؟ و لمَ قام بالتمثيل طيل تلك الشهران؟ لقد قال بأنه يحتاج تلك الواحد و التسعون دولاراً أكثر مني؟ و كان ساقي للحانة؟ هل هو يخدعني؟

"لماذا إستقبلني في شقته بثمن زهيد؟ و كيف لأخي بأن يسكن في تلك الشقه ليأتي بعدها لسداد الآجرة؟" تضخمت تلك السؤالان في عقلي ، لتزداد الظنون في رأسي و تسلك مساراً سيئاً ، ليبدأ الشك في إستغلال تفكيري و يجعلني الفضول توّاقة و بشدة لمعرفة ما يحدث حولي.

"لن يستمر هذا طويلاً" تنفست الصعداء و أنا أمرر أنامل يدي في شعر رأسي و أتسطح على سريري الوثير بهدوء ، راخية كل عضلة من جسدي ، لتسري الأفكار المبعثرة في عقلي ، يا تُرى ما مقصده؟

***

اليوم هو يوم الثلاثاء ؛ أي جنة الأيام بالنسبة لي.

و بما أنني سأبقى طيلة اليوم دون عمل قررت الخروج لأبتاع بعض المستلزمات الضرورية ، و سأذهب أيضا لتلك الحانة ، الحانة التي جعلت كل ما ٱريد معرفته يكمن داخلها.

أرتديت معطفي و ربطتُ الحزام على وسطي ً ، ثبتُ حقيبتي على كتفي الأيسر و لممتُ شعري جيداً ؛لأضع فوقه قبعتي الصوفية ، فأنا لا أتحمل البرد إن لفح وجهي ، فسأصاب بالصداع و إلتهاب الآذان.

إبتسمت على شكلي المرتب نوعاً ما و المحتشم ، ثم هممّت خروجاً نحو موقف الحافلة ، لأقف هناك و أنتظر حتى أصعد في إحداها.

"حمداً لله" شكرت الرب على وقت وصولي لأرى بأن هناك حافلة مازالت مستقرة مكانها ، صعدتُ و جلست على مقعدي .

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن