فوت كومنتز شير
***
"أخي!" نطقت بذهول حتى بدأ قلبي يضرب أضلاعي بشدة بينما القشعريرة تسري إلى نهاية ظهري ، تنفُسي في حالة غير مستقرة و حدقتا عيناي واسعتان كفاية لهول ما أراه يقف أمامي
"ريبيكا؟" نطق بضعف و خوف ، بينما ملامحه المدهوشة تُبيّن إلى أي حد قد تفاجأ برؤيتي
ظللت واقفة مكاني و عيناي تجول من أعلى رأسه إلى أخمص قدماه ، لم أظن يوماً بأنني سأراه مرةً ٱخرى ، أشعر بأنني فقدتُ جزءاً كبيراً من حياتي بعد تركه لي.
دفعني بهدوء للداخل و أغلق الباب ، ثم وجّه إهتمامه لي ، في هذه اللحظة لا أعلم ما افعل حقاً ، هل أصفعه لأنه ظهر لي بعد تلك الكوابيس أم ٱعانقه و أبكي في حضنه موجهة له بعض كلمات العتاب؟
"لماذا ذهبت و تركتني" بصوتٍ ضعيف نطقت ، لقد كنت مكسورة و هذا ما وضّحهُ صوتي الهالك
و بغير سابق إنذار إندفعت نحوه و جذبته لصدري بتعب "و اللعنة لماذا تركتني؟" عاودتُ سؤالي و أنا أبكي في حضنه الكبير و الذي جعلني اشعر بالإنتماء له نوعاً ما ، رفع يداه و جذبني إليه أكثر "لقد إشتقت إليكِ ، كعكتي" همس بصوته الأجش
هدئت من روعي قليلاً و أبتعدتُ عنه ، تجرعت ريقي بصعوبة تامة و نبضات قلبي مازالت مستمرة في ضرب يسار صدري ، لتعاود ذكريات أيامنا الساذجة عقلي ، عندما كُنا أطفالاً ، نلهو طيلة الوقت و نلعب ، نتشاجر من أجل سبب سخيف أو حتى على لُعبة محشوة ، نتعانق في أخر الليل لنُشعِر بعضنا بالأمان و نهمس في أذاننا عن قصة الأميرة التي أحبت الوحش ، كنا نتشاجر عن أي لون كان هو لون فستانها ، و بعدها نغوص في سُبات دافيء عميق ، لن أنسى عندما كان يقول لي كعكتي و نحن في الخامسة عشر ، عندها كُنت أتذمر و أغضب و لكن و بعد أشهر قصيرة أصبح لقب كعكتي يروقني كثيراً .
و لكن في هذا الحاضر فإن الأمر مختلف
"لا تُقل كعكتي" زمجرت بحدة و نظرات جامدة ، لأني لم و لن أنسى ما فعله عندما ودعّت روحا والداي الحياة ، لن أنسى الجُرف الذي سحبه معه و جرفه بعيداً عني ، لقد تركني و نهب جميع أموالي ليتاجر في تلك الممنوعات و السموم الخبيثة ، إنه إنسان حقير و ناكر لكل ما فعلاه والداي ، و الذي يجعل شعور القهر يزيد فيّ ؛ بأنه لا يزال حُراً طليقاً و لا تعلم الشرطة بأمره أبداً.
"لماذا أنت هنا؟" سألت بوقاحة "و ما الذي أتى بك؟" رفعت يدي بإستحقار نحو وجهه و كأنني ٱشير لكومة من القمامة "و كيف هي تجارتك؟" نطقت بإستهزاء "هل يسير كل شئ مثل ما خططت له أم أنك على وشك الإفلاس و أتيت إليّ لأعطيك مالي؟ هاه ، أخبرني! ، أم تريد أن تتاجر بجسدي ؟ أليس هذا ما تنوي إليه ؟" لقد تماديت بقولي و صوتي يتعالى بين كل كلمة و ٱخرى ليأتي أوليفير و يراقبنا من خلف الباب بذعر
أنت تقرأ
Loss and completeness | فقدان و إكتمال
Fiksi Penggemarعندما يستبدل الفقدان بكمال ، فهنا تظهر معجزة الحياة. All Rights Reserved © by Bashair18 Cover by : @poorsadghost