20.طير ذو نبض منفعل

696 71 54
                                    

فوت كومنت شير

***

*وجهة نظر ريبيكا*

ظل يقود في الطُرق الغريبة و التي لست في علمٍ بها ، و لكني لم أتكبد عناء السؤال أو الكلام ، كل ما أفعله هو النظر لأضواء الشوارع التي تنير المكان و على الأناس الذين يمشون على الرصيف الطويل و مُحدثون الضحكات و الإبتسامات خلفهم بفرح فيما بينهم.

توقف ليام فجأة أمام مبنى مبالغ في ضخامته ، مُزخرف بطريقة فاتنة و جذابة ، ثم أخفضت بصري بعد أن تفحصّت شكله من الأعلى لأرى أين نقف ، فـفوجئت بما قد رأيته ، كان المكان مذهلاً و يلمع من كل زواياه ، لونه الذهبي مع لمع الثريات الألماسية تعكس شعوراً غريباً في نفسي ، بينما السجاد الأحمر السميك يأخذ مكانه بأريحية فوق الأرضية الناصعة و اللامعة ، شعرت بوخز في قلبي من جمال ما أراه

"تفضلي" قال ليام و هو يفتح لي باب السيارة و هُناك رجلاً يقف خلفه ، فوجهّت نظري له بإستغراب "تفضلــي" رفع حاجباه لي ، فلم أفعل سوى بأن أنصاع لقوله ، و عند خروجي أتى ذلك الرجل ليركب السيارة و يقودها بعيداً عنا

"ماذا نفعل ، هنا؟!" نطقت أخيراً و أنا ما زلت متجمدة مكاني و أوزع نظري في كل ما يحوطني ، أشعر بأنه مكان لا يليق بفتاة مثلي ، بفتاة لا ترتدي سوى ملابس رسمية ذو وجهٍ شاحب

"تابعيني فقط" أشار لي بيده بينما وجههُ لا يعبّر لي عن شيء ، كانت ملامح وجهه ذابلة و فاقدة الإحساس بما حوله

تنهدتُ بعمق و تابعته ، و ظللت ٱراقبه بعناية و هو يتقدم لمكتب الإستقبال ، حتى رأيته يستلم بطاقة و يتجه بعد ذلك نحو المصعد بعد أن أشار لي بحاجباه لأتبعه ، فور ما دخلنا المصعد سألته "ليام ، نحن ماذا نفعل هنا ؟"

"سيأتي أوليف لهنا أيضاً ، و سيبقى معكِ حتى تشعرين بالتحسن و من ثم سنعود للشقة ، فأنا ٱريد منكِ أن ترتاحين و تنسين ما حصل ، أتمنى حقا أن يتغير مزاجك للأفضل و تصبحين في أحسن حال" قال و هو يراقب عيناي اللامعتان

"و لكن ، أدويتي؟" قلت بهمس

"كل شيء سأجلبه لهنا لا تقلقي" فجأة شعرت بيدي داخل قبضة كفه الكبيرة ، فـفُتح المصعد و شد بقبضته ليجذبني للخارج و يقودني نحو الجناح

"أتمنى لكِ إقامة بعيدة عن الهموم" قال لي و هو يزيل يده ببطئ من فوق كفي ، ثم نظر لأصابعه التي تحمل البطاقة ، فناولها لي و وضع إبتسامة صفراء اخيرة و إنصرف عن المكان ، لأبقى مكاني مصدومة و غير مصدقة بما يفعل

قرأت رقم الجناح على البطاقة ، ثم رفعت بصري لأرى الأبواب الضخمة و الفخمة ، تجرعت ريقي و تابعت طريقي حتى وصلت الجناح ، و كان على الباب جهاز عليه أرقام ؟ هل أدخل برقم سري؟ قطبتُ جبيني و فعلتُ ما تبادر إلى ذهني ، و فعلاً عندما ضغطت الزر ، فُتح الباب بسلاسة "ربما سأزيح بعضاً من الهم من على كاهليّ هنا" قلت و أنا أدخل بهدوء ، لأندهش مما تراه عيناي من أثاث و مساحة و سرير ، لأندهش حرفياً و أشعر   على طرفيّ جفناي

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن