21.طير ذو جناحان مرفرفان

640 77 30
                                    

فوت كومنت شير

***

*وجهة نظر ليام*

أسمع جرس المنبه يرّن بصوتهِ العالي ، و لكنّي لستُ في حيلة لأغلقه ، ثواني قليلة و إذا بهاتفي يهتز فوق الطاولة و يصدر ضجيجه المعتاد المُزعج

أفتح عيناي بكسل و أرفع ذراعي ببطئ لأغلق المنبه بعد هلاكهِ من قوة رنينه ، إستويت من على فراشي بتعب و أنا افرك وجهي و أتناول هاتفي المستقر فوق الطاولة الصغيرة التي بجانب السرير ، لم أتكبد عناء قراءة إسم المتصل ، بل قمت بالرد بسرعة واضعاً سماعة الهاتف بإذني دون إكتراث لعواقب ما سيحدث

"مرحباً ، ليام؟ هل هذا انت ؟ مرحباً !"

"نعم أبي" قلت بصوتي المبحوح الذي بالكاد يخرج من حنجرتي الجافة

"للتو تستيقظ؟" تسآل ساخراً "ثم تعلم نحن في أي ساعة الأن؟"

"نحن في التاسعة؟" قلت بعد أن تمعّنت النظر في الساعة

"ليلاً أم صباحاً" قال مستهزءاً

"بالطبع صباحاً" جاريتهُ في قوله بعد أن ركّزت في ضوء الشمس المنبعث من زجاج النافذة

"جيد بأنك تعلم ، إذاً لمَ لم تأتي للعمل!" قال بتعجب واضح من لهجته

"أنا...." إلتزمت الصمت ، ماذا عساي أن أقول؟ هل ٱخبره بأني أتعذب لمحاولاتي الفاشلة بالتقرب من ريبيكا؟ ، أم بأنني شهدتُ جثمان صديقي المنافق بطلق رصاص؟ أم أني متكّلف بجنازة ميت لأجلها فقط؟

"يا بنُي ؟ هل تريد من الأعمال أن تتراكم عليك فوق ما هي متراكمة؟ اوه ليام ، لم يبقى على دخول عمرك للثلاثين سوى سنتان أو ثلاث ، أنت لست طفل! ثم أنا بدأت أقلق عليك من تصرفاتك التي بدت للكل وقحة ، أخبرني هل هناك شخص يؤذيك أو شيء ما يعكّر مزاجك؟" قال والدي بصوتٍ مستاء ، ثم أردف بصوتٍ يحوطهُ الحذر "ليام ! هل كنت تلهو؟ أخبرني الحقيقة لا عليــ"

"ٱقسم لك يا أبي بأنني لا ألهو أو ألعب ، بل أنا أعمل و أحل مشاكلي ، كما أن وفاة زوجتي له دوراً كبيراً في ما يحدث معي" تنهدتُ و أنا ٱمرر أصابعي بين خصيلات شعري "ثم ماذا حدث ؟ ما الجديد؟" سألت بإهتمام ؛ لأنه يستحيل بأن يتحدث هكذا دون حدوث أمراً واقعياً مهماً

"لم تكن موجوداً لتحضر الإجتماع عن مجموعة الفنادق التي سنقيمها بتعاون الشركات الثلاث في دالاس"

شهقت في نفسي بإنكتام و ضربت جبيني بكل قوتي "اللعنة ، لقد نسيت"

"ماذا؟"

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن