10.طير ذو مستقبل هشّ

877 103 172
                                    

فوت كومنتز شير

***

ظلّ يركض في الأروقة ، لاهثاً باحثاً عن أي من نزلاء هذه العمارة ، يفتح الباب و يسرع لفتح الأخر في إحدى الطوابق

بينما فريق الدفاع المدني ظلوا يتأكدون من بقية الطوابق الأخرى و من خلائهما من أي مخلوق

لم يصاب أحداً بأي أذى ، بل عبرو كل من في هذه العمارة من مخارج الطوارئ بكل يُسر و سهولة

و للإطمئنان أكثر و إزاحة الثقل من على كاهليهّ ، ظلّ يبحث ، حتى وقعت عيناه على شقة مازالت مغلقة حاول فتحها و لكنها محكمة ، فقرأ رقمها و بسرعة كبيرة بحث عن المفتاح المحدد ليلتقطه و يتعجّل في إدخاله ليُفتح الباب أخيراً

كانت الشقه شبه خالية ، فلا وجود لأحداً ما بها ، و لكنه لم يوقن بإعتقاده ، بل تقدم للداخل أكثر و أخذ يفتح الأبواب بمصراعيها ، ليفُجع بوجود جسداً ملقياً على الأرض و كأنه قد ودّع الحياة

هرع إلى ذلك الجسد جاثياً ، ثم حمله ليرى بأنها "اوه ، يا إلهي ، ريبيكا!" بصعوبة نطق كلماته لينعقد لسانه بعد ذلك عن الكلام

تأكد من نبضها و إن كانت على قيد الحياة ، و لكن و المشكلة الأكبر ؛ بأن دقات قلبها بدت ضعيفة و يمكن لها بأن لا تتحمل المزيد "أريد الأكسجين حالاً" نهض و حملها بين يديه "من أجل أوليفير إبقي صامدة ، أرجوكِ ، لا تكونِ سبباً في فقداني لكل شئ" بصعوبة وجّه كلماته لجسدها الهزيل و من ثم قربها لصدره أكثر و أحكم قبضته بجسدها حتى ينزل السلالم بهيجان

"هنا حالة طارئة ، نحتاج لمساعدة" صرخ و هو بالكاد يلتقط أنفاسه ، أثر المسافة التي ركضها و فزعه و خوفه على ريبيكا من أن تصاب بمضاعفات خطرة ، فهو لا يريد إلحاق الأذى بأحد من نزلائه مهما كان و خاصةً هي.

***

خرج الطبيب من الحجرة و تقدمّ إليه ، ثم بدأ بالحديث قائلاً "لقد كانت على حدود الخطر ، إنقطع الأكسجين عن جهازها التنفسي ، و تقريباً لمدة العشر دقائق ظلت تستنشق هواءاً ملوثاً ، كان من المفترض أن تُصاب بمضاعفات و لكنها نجت و بأعجوبة"

"إذاً ، كيف حالتها الأن؟" سأل بقلق

"حالتها مستقرة ، و وضعنا لها حقنة لتغط في النوم لمدة لا تقل عن الثلاث ساعات ، كما بأن جسدها في حاجة ماسة للأكسجين ، لذا دعها ترتاح للغد" أنهى حديثه و خطى مبتعداً من أمامه

ليزفر الهواء ببطئ و يمسح وجهه بباطن كفيهّ هامسا في نفسه "الصبر يالله"

ثم أخذ يمشي خارج المشفى لاجئاً إلى منزله الذي يحتضن فيه إبنه و والداه.

خمسة عشر دقيقة هي مسافة الطريق ، ليرى نفسه داخل حجرة الطعام و مائدة العشاء جاهزة ، و لحسن حظه لم يبدأو بتناول الطعام بعد

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن