15.طير ذو مصائب متكدسة

878 89 178
                                    

فوت كومنتز شير

***

٭وجهة نظر ليام٭

"هل هي بخير الأن؟" سألت و أنا أنظر لجسدها الهزيل الذي على السرير ، بينما قبضة يدي تشتد بكف أوليفير.

"لقد أخبرك الطبيب من قبل بأنها تعاني من فقر الدم الناجم عن عوز الحديد ، و هذا خطير جداً بل مرعب ، و إن إنخفض أكثر على ما هي عليه فسيكون من المفترض بأن تموت" همست الممرضة بهدوء ثم أكملت "أما عن الأن فنحن ننتظر وصول عينة الدم لعلاجها ، و من حسن حظها بأننا وجدنا نوع الدم المطابق لها ، لحظات فقط و سننقل الدم لجسدها عبر وريدها" ثم أردفت "لا بأس ، ستُشفى يا سيدي و ستتحسن زوجتك في وقتٍ قريب"

"أنا أعلم" هذا ما أستطعت التفوه به غير مبالي بما قالته هذه الثرثارة 

"هيا أوليف ، لنخرج" قلت له و خرجنا من الغرفة لنجلس انا و إبني على إحدى كراسي الإنتظار و نتناول شيئاً ما و نخوض في الحديث قليلاً ؛ لألهيه و ينسى هذه الواقعة و لكي لا يظل يرددها عند أمي لتظن بي كل ما هو سئ ، لها الحق في أن تظن بي كل شئ ، لأنني بدأت أتصرف بفضاضة و غرابة و لا أتكلم و ٱفشي أسراري لها كما كنت قبلاً

رحيل زوجتي أمراً كافياً ليفعل بي هذا ، ببساطة لأنني من الأشخاص الذين يتعلقون بسرعة و لا ينسون المواقف الظريفة و اللطيفة ، يحبون الذكرايات لدرجة عظيمة ، يقدسون المشاعر المتبادلة و المشاركة ، يكرهون الكذب لدرجة فظيعة ؛ و يمكنهم أن ينهون أي علاقة مع أي شخص مهما كان إن كذّب ، و لكني في النهاية رجل! أستطيع التخلي عن كل هذا و المضي قدماً.

كما أن أمر زوجتي كان أمراً بائناً لي منذ البداية ، و في كل يوم يمر كنت أعلم بأنها أيام معدودة لحياة زوجتي ، يوم وراء يوم و يقترب أجلها أمام عيناي ، و مع ذلك لم أيأس ، بل تشبثت بخيوط الأمل الرفيعة حتى تقّطعت و أوقعتني في أسوأ فاجعة في حياتي ، لقد كانت أول شخص أعرفه يضيع من بين يداي

لم أكن الوحيد الحزين ، بل العائلة جميعها ظلت موجوعة و متألمة على فقدانها ، لأنها كانت بمثابة الإبنة و اليد اليمنى لأمي ، و كانت الفتاة المطيعة و المحترمة لأبي ، أحباها جداً ، لدرجة بأنها كانت داخل محيط العائلة طيلة الوقت ، حيث أنها تشاركنا و تعاوننا و تتبادل معنا مشاعر الحب و الإهتمام و الألفة و المودة.

و تمر سنة ثم سنتان و ثلاث على علاقتنا الزوجية ، حتى رُزقنا بأوليفير الذي رسم البسمة على وجوه الجميع ، و زرع السعادة العظمى في كل نطاق العائلة ، كان أول حفيد لأمي و أبي ، و ثالث حفيد لوالديها

عندما بلغ أوليفير الثالثة ، مرضت بسبب مجهول بسرطان الرحم ، و لسوء الحظ لم يكن حميداً ، بل خبيثاً ؛ مما أدى إلى إنتشاره بسرعة كبيرة في جميع أنحاء جسدها

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن