8.طير ذو همة عالية

905 110 223
                                    

فوت كومنتز شير

***

إسبوع كامل قضيته بمفردي ، مغتربة بين حيطان مُحكمة ، نفسي لي بينما وحدتي و ألالآمي تضاجعني ، شعور الإنكسار لأعمق نقطة شموخ في قلبي مؤلم ، مؤلم إلى درجة قد لا تُطاق ، جميع هذا يسري داخل عقلي و يكدر نبضات قلبي و أبشع من هذا كُله يمُر أمام عيناي ، و لكن دون ذرف دموع ؛ لأنني أقوى ، أقوى فتاة وجدت على وجه الأرض ، منتصرة ، صبورة ، مجاهدة ، تنتظر الفرج و اليوم السعيد بحماسة فائقة ، تنسى الأمس و تعمل للغد ، لا تُلقي إهتماماً لأشياءاً تافهة ، كالحب و الكره أو اللهو و المجون ، بل هي طير ذو همة عالية و رأسٍ شامخ .

إنتصبتُ أمام المرآة و أنا أنظر لوجنتيّ الشاحبتين ، فأبتسمت و تناولت بعضاً من مرطب الجسم بأناملي النحيلة و فركتها بلطف على وجهي ، تنهدتُ و هممّت نزولاً لأبدأ عملي

فتحت الباب و إستقبلتني رائحة مساحيق الغسيل المنعشة ، إستقرت  رجلي فوق الدرج الصغير و من ثم نزلته بهدوء متجهتاً نحو صناديق الأغطية المتسخة ؛لأقوم بتصنيفها و أفعل ما أفعله بالعادة .

قُرابة العشر دقائق و أنا في هذه الحجرة ٱفرز و ٱرتب ، و ما إن إنتهيت ، حملت الأغطية و رميتها بحجر الغسالة ، و عندما إستقمت بظهري لأجلب الصابون ، رأيت ظلاً من خلف الباب ، ظلت عيناي تحدقان بعناية على الظل حتى تنحنحتُ و قلت هامسة "من هناك؟"

حملت مسحوق الغسيل بيدي حذراً من ذاك الشئ الساكن خلف الباب ، فمِن بعد ذلك الموقف أصبحتُ أكثر حرصاً و حذراً

بضع ثواني و إذا بالباب يُفتح بمصراعيه و تظهر هيئة ليام بأكملها أمامي ، ذَبِلت ملامحي براحة ، ومن ثم  و بغير إهتمام وجهّت بصري ﻵلة الغسيل حتى ٱضبط المؤقت

دخل بدوره و خطى بالقرب مني قائلاً "كيف حالك ريبيكا؟"

"أحاول بأن أكون بخير" قلت بنبرة مستهزئة مشيحة بنظري عنه ، فأنا بدأت أكرهه ، لماذا خبئ عليّ أمر زوجته ، أملاكه ، و حانته؟ أعلم بأنه لا شأن لي و لكن هذا سئ ، سئ جداً إتجاه نفسي ، فلماذا هو يعلم كل شئ عني؟ و الأهم و الذي يثير شكِ ، لماذا عرض علي المكوث في شقته تلك؟ و ما هو سر جاكسون و لمَ الشرطة عبرت هذا الطريق السهل الذي يبدو و كأنني لم ٱنهي حياة شخص؟ أنا أستشيظ غضباً.

قطب جبينه و هو يراقب حركتي السريعة "هل هناك أمراً لا أعلم بخصوصه؟" هل رأيتم! إنه يعلم بكل شئ ، يعلم بكل صغيرة و كبيرة ، و لا شك بأنه يعلم وقت إقامة الحرب العالمية الثالثة.

"لا ، لا شئ أيها الميليونير" سخرت و أنا ٱدحرج عيناي بعيداً عنه

"ماذا؟" سأل بإستغراب

"أوه ، أنا آسفة ، أقصد ملياردير" أكملت إستهزائي، ليقترب مني أكثر و يقول "ما الذي يحدث؟ و ما ماهية الميلونير و الملياردير تلك؟"

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن