23.طير ذو ذكرى موجعة

668 65 28
                                    

فوت كومنت شير

***

*وجهة نظر ريبيكا*

بخطى هادئة دخلت للمكان ، جلتُ ببصري على المكان و كان يعج بالأناس و الموظفين في المركز ، أغمضت عيناي بخفة و تنهدتُ ، و سُرعان ما تكرر إسم لوي بمخيلتي ليجعل الحزن يُنقش على قلبي و يظهر على مقلتاي بوضوح ، فبمجرد ذكر إسم أخي ، أشعر بالشجن يلتفني و العبوس يكتسي ملامح وجهي و صورته تلك تعود كما لو أني أراهُ أمامي مرة ٱخرى ، أنا حقاً لا أعلم كيف سأكون صامدة و متمّثلة بالتفاجئ و الذهول ، أظن بأنني سأجهش بالبكاء في أول سؤال قد يلقونه عليّ.

فتحت عيناي و رفعت رأسي ، جمعتُ رباطة جأشي و مضيتُ للداخل إلى مكتب الإستقبال الذي يقبع في الزاوية "مرحباً ، سيدي ، انا ريبيكا ٱخت لويس توملينسون ، هلآ عرضت لي تفاصيل ما حدث" تحدثت بسرعة و هلع و كأنني للتو علمت بأمر مقتله

"هلآ وضحتي لي أكثر ، لأفعل ما تريدينه"

"أخي قُتل ، و أنا للتو علمت بهذا ، ثم إنكم طلبتوني للإستجواب" و ما إن أنهيت قولي و إذا بتلك الإنقباضات تعود لمعدتي و توجعني

"إسمه كامل من فضلك؟"

"لويس ويليام توملينسون"

"دقائق فقط ، تفضلي هناك" أشار لي على كراسي الإنتظار و هو يكتب شيئاً ما على حاسوبه الآلي

أومأت بخوف و العرق بدأ يتصبب من جبيني ، هذا لا يعقل ، أحتاج لشخص ما بجانبي لأشعر بالإطمئنان ،نوعاً ما .

جلستُ على مقعدي و عيناي تُراقبان المكان بشرود ، تأملتُ فيما حدث معي و طأطأتُ رأسي لتعود تلك الأيام أمام عيناي و كأنني أرى و أعيش كل ما حدث لي في هذه اللحظة كشريطٍ مسجل داخل عقلي ، بدايةً فقدتُ أمي ، و حصل المثل بعد عِدة أيام لأبي و بقيتُ مع لوي ، و مرت أيام قليلة ليذهب لوي و يتركني ، ظاناً بأنه يفعل الصواب و سيعود لي محمّلاً بالمال و الثروات ، و لكنه لم يجني لنفسه سوى الموت ، و الأقسى من كل ذلك ، رؤيتي لروحِه تصارع جسده بين يداي ، و منذ تلك اللحظة أصبحتُ وحيدة ، اصبحتُ وحيدة حرفياً . لا أحد في داخلي سوى نفسي ، لستُ كما كنت قبلاً ، ٱفكر بحال أبي و صحته قبل أن يرحل ، و أخي قبل أن يذهب و يترك أخته ورائه تطلب منه القليل من الشفقة و الرحمة ، و كنت أفكر حينها بأنه و ربما سيعود أخي يوماً ما و يأخذني لمنزلنا القديم ، يهديني قبلة عميقة في مقدمة رأسي تصحبها بسمة بشوشة، ثم نعيش سويًا في منزلنا الصغير ، بسطاء و سعداء كالقصص و النهايات السعيدة

ولكن القدر أراد فعل هذا بي ، ربما لكي ٱصبح أقوى و أتحمّل ما قد يحدث لي مستقبلاً ، أو ربما لأشعر بالناس الذين كنت أسخر منهم في طفولتي ، أو ربما لكي أتعذب و أنا أفقد أسرتي واحدًا تلو الآخر!

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن