29.طير ذو صدمة مباغتة

603 69 97
                                    

فوت كومنت شير

***

*وجهة نظر ريبيكا*

أنهيت عملي و أخذتُ ٱتابع خُطاي وصولًا إلى الشقة ، بينما عقلي لا زال يفكّر كثيرًا ، أين ليام ؟ لمَ لم يأتي؟ و أين يكون قد ذهب؟

منذ عودتي من الحفل و لسبعة أيام لم يتواصل معي أو أراه ، و في أكثر من مرة أردت الإتصال به و الإطمئنان عليه و لكنّي لا ٱريد إزعاجه أو إحراج نفسي ، ثم أنا بدأت أخاف ، أخاف من أن هناك ما أصابه أو مسّه بسوء.

"هذا سيء" تمتمتُ في نفسي و أنا أصعد سلالم العمارة لأصل إلى الشقة ، فتحت الباب و أخفضت بصري على السجادة الحمراء ، لأرى بأنها مثل ما هي و لم يتغير مكانها ، و هذا يعني بأن ليام لم يأتي لهنا ؛ لأنه إن أتى فستندفع السجادة للأمام قليلًا و لن تبقى مثل ما وضعتها قبل خروجي من المنزل.

زفرتُ الهواء بيأس و تقدمت نحو غرفة المعيشة ، ألقيت بجسدي على الأريكة و مددت ظهري بتثاقل ، ثم تناولت هاتفي الهالك من جيبي ، لأحسب راتبي الأسبوعي الذي أستلمه من المخبز الواقع في منعطف الشارع ، حيث أنني أقوم بإيصال الطلبات في منازل الحي فقط ، أما خارج الحي فهناك فتى يقود سيارة المخبز الخاصة و يقوم بإيصالها

"ليس وقت موتك أيها الهاتف الغبي" همست بغيض و أنا ٱحاول فتحه و لكنه مغلق ، يجب أن أشبكه بمقبس الكهرباء ليُشحن.

و ما إن نهضت و توجهّت إلى المطبخ ، رأيت كرسي أوليف الصغير ، ليتصدع في ذاكرتي ، لقد إشتقت إليه جدًا ، و بالرغم من هذا لا يوجد هناك أي طريقة لأسأل عنه سوى ليام

فتحت البراد و تناولت قارورة ماء ، لأشرب منها القليل و لكني توقفت عن الحركة عند سماعي لصوت مفاتيح على باب الشقة ، توسعت عيناي و وضعت زجاجة الماء جانبًا لأسرع بخطاي نحو الباب ، فتحته و رأيت أوليفير و ليام أيضًا الذي كان ينوي الدخول ببحثه عن المفتاح المقصود، رباه هذا لا يصدق !!

جثيت على ركبتاي و عانقت أوليفير أشد عناق

"ماما ريبيكا ، إفتقدتك جدًا" أنهى قوله بينما ذراعيه الصغيرتان تشتدان حولي

إبتعدنا عن بعضنا و نهضنا مبتعدين عن الباب لنسمح لليام بالدخول بعد أن أطلنا مدة العناق

و ما إن أغلق ليام الباب تحدثت و أنا أحك أسفل رأسي "لقد إختفيت عن الأنظار فجأة" أردفت "آسفة إن كنت قد أغضبتك بسبب إنسحابي المبكر عن الحفل"

"بربك ريبيكا ! لمَ أغضب على أمرًا تافهًا كهذا" إبتسم في وجهي ثم أكمل "لقد كانت هناك أمور صعبة في العمل ، و سافرت إلى دالاس لأنهي بعض الإجراءات"

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن