17.طير ذو روح طاهرة

826 81 140
                                    

فوت كومنتز شير

***

وجهّتُ نظري للباب ثم له ، ليقول بغتة "مازلتِ مثلها"

تهتُ في أمري و أخفضت رأسي بسرعة ، شددتُ قبضتي بكيس الأدوية الذي بيدي و تنحنحت قائلة "لندخل"

توقف مكانه و قال بخفوت "قولي بأنكِ موافقة لمساعدته ، حسناً"

أومأت و أبتعدت عن أمامه قليلاً ، ثم رفعتُ يدي مشيرةً على الباب "هيا لندخل"

"حسناً" قال و أخرج محفظته من جعبة بنطاله ثم إنقطع عن الحركة قائلاً "ريبيكا قولـــ......"

"حسناً ، توقف" صرخت بإنكتام و أنا أنظر له بعينان واسعتان "أنت تُربكني و تجعلني ، تجعلني أتوتر ، ليام!" أكملتُ بصوتٍ خافت "لا أستطيع تمالك أعصابي أكثر من هذا ؟ لقد كشفت لي عن ما كنت تفعل ، و أخـ خ خـي المجرم بالداخل ، هو هنا!" رفعت يدي مشيرة بسبابتي على الباب "أنا خائفة ، أتعلم هذا؟" قلت بغضب و أنفاسي المرتجفة ظلت تتدافع من رئتاي بإهتياج

بينما هو مستمراً بالنظر لي مقطباً جبينه و شارد ببصره على اللاشئ "و أنا ، أنا" رفع يده ليهرش جبينه و يركزّ ببصره عليّ "أنا لم أتحدث معك بما ستفعلينه في الداخل و لهذا أردتُ أن......"

"بلى ، بلى ، سأقوم بمساعدته و لكن بعد أن أفهم ماهيته ، و أتلقى أجوبة لأسئلتي ، و أحثه على إخباري بكل ما حصل معه ليأخذ بعد ذلك باقي نقود الورث ، لن ٱظهر له بأني متفقة معك أو......... مهلاً لحظة!" إنقطعتُ عن قولي و أكملت "أنت لا تكذب ليام؟"

"و لمَ الكذب يا تُرى؟" تسآل بحيرة و عيناه تراقبان ردة فعلي

أشحت بنظري عنه و رفعت يداي لفرك عيناي

"هل أنتِ جاهزة؟"

أزلت يداي عن وجهي و هززتُ رأسي بخفة "نـ ن نعـم"

أخفض رأسه و هو يُدخل المفتاح بالباب و يهّم بفتحه ، خطى للأمام و تنحى جانباً للسماح لي بالدخول ، عندما خطوت للداخل بخطوات صغيرة كان قد أغلق الباب ورائي و أشار لي على غرفة المعيشة ، لابدّ بأن لويس يجلس هناك "ثواني و سآتي" قلت و أنا أتوجه نحو الحمام

أغلقت الباب على نفسي ، مُلقية كيس الأدوية و حقيبتي بداخل السلة الصغيرة التي على الجدار ، توجهت نحو المرآة و فتحت الصنبور ، لأجعل الماء يلامس باطن يداي و أمسح بهما وجهي "إهدأي ، هدوء ، هدوء تام ، لا داعي لهذه المشاعر اللعينة ، فالتهدأي" همست لنفسي و أنا ٱغلق الصنبور ، رفعت بصري لصورتي العاكسة على المرآة ، مدققة النظر على كل قسم من تقاسيم وجهي ، لتتخابط أفكاري فجأة و أغرق في حوض متلاطم بصور كثيرة ، صوراً عن عائلتي ، عائلتي قبل أن تموت و تتّفرق

"أبي و أمي ، ليتكما مازلتما على قيد الحياة" فجأة ذرفت عيناي دويمعات صغيرة دون إرادتي ، لتسلك طريقها المستقيم إلى وجنتاي

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن