11.طير ذو مشاعر متخابطة

827 97 154
                                    

فوت كومنتز شير

***

كل شئ سيكون بخير ، كل شئ ، إلا وجود ليام ، وجوده في محيط حياتي سيرغمني على دخول متاهات تجعلني غير قادرة على إحكام أمري او التخطيط لمستقبلي ، يجب أن أسعى للتخلص عن كل ما يتعلق به ، و أول شيء ، هو الإبتعاد عنه بقدر الإمكان ، يكفي بأنني كدت ان أقع في أقبح جريمة من جرائم الدنيا البشعة بسببه ، يكفي بأنه ظل يخفي أموراً عادية عني و يخبئ أشياءاً تافهة و ليست في محل إهتماماتي.

"ريبيكا؟" قطع صدى أفكاري صوته ، لأرفع بصري و أنظر له "كيف حالكِ؟"

أخفضت رأسي و أجبته "بخير"

"جيد ، ستخرجين الآن" قال و هو يقترب نحوي "كيف تشعرين ، هل انتِ بخير؟"

"نعم ، أنا بخير" همست و أنا أنظر لأنامل يداي ، بينما هو أخفض رأسه و قال "حسناً ، جيد أنا سأذهب لأتمم خروجك من هنا" إبتعد عني متجهاً نحو الباب ، و لكن صوتي الجامد أوقفه "ليام ، أريد أن أتحدث"

تجمد مكانه و قطب جبينه موجهاً إهتمامه لي "تتحدثين عن ماذا؟"

"إسمعني و أجبني" إستويت من الفراش و أنا أنزع قناع الأكسجين عن فمي "ما سبب الحريق؟" سألت بوجهٍ ذو ملامح حادة

"كل من في العمارة نجى من الحادثة ، سواكِ ، انا حقاً لا أعلم كيف أتيَت إلى شِقتّك و قُمت بفتحها و تفتيشها بالكامل؟ و في الأصل عندما لم أراكِ مع النزلاء ظننت بأنــك...." توقف عن الحديث فجأة و كأن لسانه قد قُطع بآلة حادة!

"ظننَت ماذا؟" سألت بفضول

"أنا لا أتهّمك" هز رأسه و رفع حاجباه ثم أردف "بأنكِ أنت من أشعل الحريق ، هذا ما ظننته"

إنشق فمي بذهول ، إنه يسيء الظن ، إنه يتهمني ، لقد صنع في مخيلته ما لم أتوقعه؟

أصابتني غصة الألم "لقد كنت إحدى ضحايا حريقك الذي....الذي" إمتنعَت الحروف عن الخروج من لساني "مهلاً لحظة ، مهلاً" رفعت يداي لأهدئ من إنفعالي ، ثم وجهّت بصري المتوهج نحوه و ضغطتُ بسبابتي على صدري و أنا أشدّد على كلماتي "كل ما أفهمه من حديثك ، هو بأني فتاة حقيرة ، أو بمعنى أصحّ ، فتاة حقودة؟ أليس كذلك!" أصبح صوتي غاضب و في أي لحظة سأنقض عليه لا محالة

"أنا كنت أشك؟" أجابني بصرامة ، و كأن قوله الذي قبل قليل شيئاً ليس بالمهم

"و لمَ؟" إرتفع صوتي

"كل ما حدث ، ربما ، ربما وددتي الإنتقام" أجابني ببساطة ، هل يريد إستفزازي؟

دحرجت عيناي بإستحقار "الإنتقام إذاً" رفعت معصمي لمسح طرف أنفي "لقد كنت في بيئة لعينة لهذا ظننت مني بأني سأستخدم هذه الطرائق اللا إنسانية للإنتقام!"

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن