12.طير ذو مفهوم آخر

923 98 150
                                    

فوت كومنتز شير

***

"ليست بتلك الطريقة" .. "توقف ، أرجوك" .. "إن إنتحرتِ ، ستنهيني قبل أن تنتهين حبيبتي"..

كل ما يصدُر من التلفاز ، تهديدات و تحذيرات بين كل طرفين مختلفّين ، و يكون أساسها الحب ، حسناً إذاً لماذاَ يعظمون الحب هكذا؟ ، لمَ لا يعظمون الكره و الإنتقام كما يفعلون في مسمى الحب؟ ، أليس للكره طعماً لذيذاً ، شعوراً خبيثاً

و الإنتقام ، أليس ممتعاً ، جباراً و مذهلاً ، يصل بك إلى حد النشوة و يجعلك ثائراً لرؤية نتائج خطط إنتقامك ؟ شعور الكره إتجاه شخصاً ما ، أليس شعوراً كبيراً ، و عظيماً؟

إذا كان كذلك ، فلما يجعلون الحب أعظم؟ و أكبر؟ و يضحون من أجله؟ و يقدسّوه؟

أنا أعلم بأن في هذا العالم لا وجود للحب ، لأنه لو كان وجوده حقيقياً ، لكان السلام يعّم في العالم ، لو كان الحب صحيح ، لم يكن هناك حروباً و منافسات ، لم يكن هناك شياطين رجيمة ، إن كان الحب الذي تعظمونه موجوداً أصلاً

كل ما أراه في الحب هو الشهوة و الرغبة ، لا الإخلاص و النقاء كما كان قبل قرون ، مفهوم الحب تغير تماماً ، تغير و أصبح لا وجود له في هذا الزمن أبداً ، لأنه بدأ يندثر شيئاً فشيئا ، حتى يختبئ عن العالمين و يقول بأنه بريئاً منهم ، من جميع من إستعمله قصداً في التعبير عن خيانته و شهوته ، كاللذي يقول للمرأة الطاهرة كلمة "أحبك" و يضع في يمناها كلمتان و يسراها ست كلمات فتصبح بيتاً تتغنى فيه تلك المرأة البريئة ، و بعد ذلك يلتهمها الخائن بين أنياب رغبته ، بمقصد الحب.

أليس هذا ما يدور في العالم الآن و يحصل؟ فالحب شيئاً تافهاً لا يستحق الذكر ، كالكره الذي يبغضه الجميع ، لا يوجد حباً في هذا العالم الكبير ، و قد لا يكمن الحب إلا في جهة واحدة فقط ، و أنا مؤمنة بها ، ألا و هو حب العائلة ، لقد أيقنت بأن الحب يتوارى إن أنعدم وجود العائلة ، فلا شيء يوجد إن لم تكن هناك عائلة، مهما كان و مهما حصل ، فالعائلة هي منبع الحب و الإهتمام و كل ما تبذله في العطاء من مشاعر صادقة و دافئة.

"لأن الحب كذبة" قلت لنفسي و أنا ٱغلق التلفاز و أنظر لساعة الحائط التي تشير للثانية عشر ليلاً ، تنهدتُ بملل و نظرتُ لأظافر يدي "يا إلهي ساعدني و أعطني الحيلة و القوة" دعوت ربي و أنا أمسح وجهي

"أهلاً" إنتفضت من مكاني و أنا أحدق في ليام الذي دخل فجأة للحجرة "كيف الحال؟" سأل و هو يتناول أجهزة التلفاز للتحكم عن بُعد من على طاولة القهوة أمامي

"مرحباً ، منذ متى و أنت هنا؟" سألت بإستغراب ، فدخوله كان مفاجئاً

"قبل لحظات" نظر لي بطريقة غريبة نوعاً ما ثم أردف "ما زلتِ مصرة على عدم رؤيته؟"

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن