22.طير ذو خيال سخيف

666 67 19
                                    

فوت كومنت شير

***

*وجهة نظر ريبيكا*

حزمت الحقيبتان إستعداداً للعودة إلى الشقة ، إرتديت زي رسمي كما قال ليام قبلاً و جهزتُ أوليفير كذلك، بينما أنا لم أكن مرتاحة أبداً ، أشعر بشيئاً غريباً سيحدث ، سيكون هناك مالا أتوقعهُ

يمكنني القول ، بأنني خائفة من ليام؟

و هل يا تُرى يريد أن يبني علاقة حقيقية معي، بأن نحمل مشاعر كبيرة لبعضنا ، و بعد ذلك نقع في الغرام ، و نتبادل الأحضان العميقة و نتعمّق في علاقتنا الحميمة، بأن يهتم بي و يعالج جرحي ، بأن يُخفيني بين أضلعه إن شعرت بالفقدان ، و يكون معي دوماً و في كل مكان و بكل حالاتي ، وقت مرضي و شفائي ، وقت حزني و سعادتي ، و أكون معه أيضاً و بجانبه دوماً ، أمسح دَمِعهِ إن حزن ، و اعاشره إذ انعزل ، أقدم له ما يشتهي و يريد ، و في الصباح بعد اﻹفطار يقترب مني و يتمتم لي بكلمات منعشة ثم تليها قبلة وداع  و أقوم انا بعقد ربطة عنقه و ٱعانقه ببسمة دافئة تغمر وجهي ، و نحن الإثنان نهتم بأوليفير و نرعاه ، ننام بجانبه و نلعب معه ، نتنزه سويًا و نتلو القصص له ، بان يناديني أوليف ماما و ليام يناديني بـحبيبتي ، لنكمل بعضنا بعضًا و نساند بعضنا البعض أيضاً.

بأن نكون عائلة قوية و متماسكة و تحتاج ليد كلاً منا حتى تكون صامدة !

"كيف أرتدي جوربي" صرخ أوليفير ليعيد ذهني الشارد للواقع ، تلاشت ملامحي إلى ٱخرى مشتتة و مشوشة

هل حقاً أصبحت ٱفكر هكذا؟ أم أن الأمور توالت بسرعتها الغير معقولة لتنتج شريطاً كهذا من أفكاري ؟ أم أنني بدأت أتمادى في خيالي و أحلم كالفتيات السخيفات؟

"هكذا نرتدي الجوارب" قلت بذبول.

ثم إن ليام رجل خطير و سيء ، لستُ واثقة به و لستُ مرتاحة لما يحدث ، أنا بدأت أفقد السيطرة و أجعل مني و من أفكاري الوهمية السخيفة هواجس سيئة لي و أحلام يستحيل لها بأن تتحقق

إنتصبتُ مكاني مفكرة بمكان الهدية ، توجهت بسرعة نحو حقيبتي و أخرجتها ، هرولت نحو تلك الطاولة التي تقبع بجانب الباب و وضعت الكيس كما كان قبل ثلاثة أيام ، و ما إن أزلت يداي عنه طُرق الباب بطرقات متتالية ، لأتسمر مكاني و أتجرع ما في حنجرتي بصعوبة ، أنا مخنوقة ؛ بسبب ما دار في مخيلتي و حدث قبل أيام قليلة

لم ٱدرك ما أفعل حتى فتحت الباب و أستقبلته بملامح باردة و جافة

"مرحباً" ألقى التحية و قال بعد أن حام ببصره على ما ألبسه "جيد أنتِ مستعدة إذاً ، جيد جداً"

"إلى أين سنذهب؟" قلت بإرتباك و أنا أراقب شفتاه لتنطق بأي لعنة ، كاد أن يتكلم و لكن فجأةً ظهر أوليفير مُصدرًا  ضجيجه الذي لا ٱطيقه أحياناً

Loss and completeness | فقدان و إكتمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن