{ One }

2.3K 192 79
                                    


انتظري , توقفي ! " صدح صوته في كل أرجاء الحي , و لكنه لم يجعلني أتوقف ! بل تابعت خطواتي أقترب من الحافة .. لأنني أرى الموت الأعمى يلاحقني أينما ذهبت ! حتى ولو كنت من أسعد الناس .. و كأن القدر اختارني أنا ! لأقع في شباك حبه و كرهه سوياً .. و كأن الوقت يداهمني كشبح , و كأن حياتي تخبرني بخنق نفسي , اكتفيت , الكاميرات تلاحقني أينما ذهبت , كما أن ادمانه و عبثه و كبرياؤه و رجولته تقيدني , يحاول الامساك بي ولكن ~ لا محالة أنا لن أتوقف عن الحركة , فالدوار يصاحب رأسي كلما نظرت الى الأسفل , لقد انتهيت , فنيت , بكيت و لم يصادفني يوم لأنهض به على مايرام .. .. وبكل جماله و روعته ~ الا انه كان غليماً يحب التهام الفتيات ..

انه زين جواد مالك ..~
---------------------------------------------------------------------------------------

عرفت قصة فيولا لورانس و زين مالك في كل مكان , حتى أن الأفلام و الأغاني صنعت من أجلهم,
ان ما مرّوا فيه كان شاقاً , بالاضافة الى قسوة زين أمامها في جميع الأحوال , عرف الناس معنى الشهرة و عدمها , لأنها كانت مشهورة و هو كان شخصاً عادياً , ولكن معروفاً بشراسته ووقاحته , فكان يتنزه من مكان الى آخر في النوادي الليلية , تلك كانت عادته ولكل منا عادة , أما هي فكانت تعتمد على مخرجها في كل شيء , فلم يقوى أحدهم على المشي ليلاً في شوارع المدينة , ولكنها كانت تمشي وحدها ! من دون سابق انذار , لم يكن يلحق بها .. بل كان يدعها تمشي و تكمل سيرها, فلربما انهمار المطر يخفي دموعها و أحاسيسها , خسر كل شيء لأجلها , بعدما شعر بنتيجة أخطائه الكالحة و البائسة التي ارتكبها بحقها ! .. هي رائعة يا سادة .. وهو ( عدّل المايك أمامه و سعل ثم أعاده ) هو .. ( أكمل ) كانت تصفه باللون الرمادي - انهى كلامه بعدما سفق الجميع له , فتح باب القاعة .. و كان زين حيث يلتقط أنفاسه , عيونه تقابل عينا أبيه الذي تكلم و لم يمدح ابنه بشيء ..
لأن حبه لفيولا قد أخاب ظن زين به ..
يحب نهايته أن تكون غامضة
و تحب أن تقيد نفسها بقيود غموضه
حررني من قيودي ... حررني منك لأنك من رأيت أن في هذه القيود محبة ..

-----------------------------------------------------------------------------------------
#Viola

انه الخميس .. أجلس قرب نافذتي أحدق بقهوتي بصمت .. انها داكنة , كلباسي و مشاعري

انها داكنة كحياتي .. أنظر عبرها حياة و قيود مُكسرة ..

أنظر عبرها بسمات أناس لم يعرفوا معنى العذاب ..

أبصر نفسي تائهة بسعادة ..

دخلت أمي الغرفة فاستدرت لتقابل عيناي خاصتها .. كانت تحمل حقيبة وضعتها على فراشي

" فيولا .. عزيزتي عليَ أن أخبرك بشيء " قالتها أمي و جلست بقربي .. ربتت على ركبتي و نظرت أرضاً

تبدو و كأن في عينيها ألمُُ .. ستخبرني ما سيغضبني ..

" تكلمي أمي " قلتها و أمسكت بمعصمها ..

" عديني ألا تغضبي .. ولكن الأمر طاريء .. حقاً فيولا نحن نحتاج الى حياة هنيّة .. و أنتِ أهم مافي حياتي , لذلك وجدت عملاً مع تريشيا خارج البلاد " قالتها و نظرت الى عينيها .. شيئاً ما دفعني الى الضحك

" الهي أمي .. أنا لن أغضب بشأن هذا .. أكملي " قلتها لها و هي أسندت رأسها الى كف يدها

" و صراحة فيولا .. لن أدعك في بيت السيد كايل هنا .. ستذهبي الى منزل تريشيا .. فقط لشهرين " قالتها أمي

" و هل هناك فتيات أستمتع بوقتي معهن ؟ " سألتها بأمل ..

" لا .. هناك وحيدها زين .. انه شاب في العشرون من العمر .. لن يكون مزعجاً " قالتها أمي

" ماذا " ماذا ؟ أمي حقاً لن أجلس مع شاب" قلتها بتذمر

" حقاً فيولا " قالتها أمي

" دعيني أذهب لمنزل أليزا .. " قلتها لها

" لا فيولا هيا لتخلدي للنوم , قبل أن يعود كايل و يرانا مستيقظين " قالتها أمي

بتُ أكره حياتي هذه لوجودنا في شقة نتقاسمها مع غريب الأطوار ..

انه كايل , يبلغ من العمر الثلاثون , يذهب ليلاً و يعود في منتصفه

--

*الصباح*

" فيولا فلتستيقظي " داعب أحدهم وجهي بأصابعه .. فتحت عيناي و قد كان لون أمواج عينيه الزرقاء . نعومته و بشرته البيضاء , شعره المخملي البني المرفوع بأناقة الى الأعلى ..

" لوي " عانقته بأقوى ما لدي ..

نهضت من سريري و جلبت الحقيبة التي أحضرتها أمي البارحة .. فتحت خزانتي و بدأت أوضب أغراضي بها

" ستذهبين " قالها لوي بحزن و اسند كتفه الى الخزانة

" نعم " قلتها و عانقته , اسندت رأسي الى صدره و أغمضت عيناي

" سنبقى على اتصال هاه ؟ " قالها لوي وهو ينظر اليّ بتمعن

" بالطبع .. " قلتها و قبلت وجنته .. اتجهت الى حقيبتي و أغلقتها

" فيولا هيا " صرخت أمي

" انتهيت فقط امهليني لحظة " صرخت بالمقابل

فتحت باب غرفتي بينما أحسست بلوي أمسك بمعصمي , نظرت اليه و عقدت حاجبي

" لن تودعينني ؟ " قالها لوي و اسندني الى الحائط

" لوي " تذمرت وانا أحاول الفرار

" لا " قالها و وضع يديه على الحائط و أنا في المنتصف ..

" سأتأخر "

" شش " قالها لوي و اقترب من شفاهي .. فتحت عيناي بدهشة و أنا أضرب على صدره بقوّة

قبلني بسرعة و ابتعد عني .. بينما فتحت عيناي بدهشة و افترقت شفاهي عن بعضها باستغراب

لعق شفتيه و ابتسم بينما يعود باتجاهي .. ما كان مني الا الخروج من الغرفة أتظاهر أمام أمي و كأن لا شيء حدث ..



" فلنذهب " قالتها أمي و أومئت لها بينما نظرت الى لوي الذي يقف على باب منزل السيد كايل .. ينظر الي وهو يعقد حاجبيه

وصلنا و نزلت من السيارة أتجه نحو بيت فخم , مرصّع بالماس و الذهب

حوض السباحة كبير الحجم , و العديد من السيارات الذهبية , السوداء و بجميع الألوان

" فيولا .. أحبك ابنتي .. فلتنتبهي لنفسك " قالتها أمي و عانقتني .. بادلتها العناق و اتجهت نحو الباب لأطرقه

أتمنى ألا يكون زين فظ ..

طرقت الباب و تنفست الصعداء ..

" مَا كانَ مِنه الا فتح الباب .. و قدْ رأيت العضل و الحبر الأسود على جسد منحوت بامتياز ..

رصاصة تتوسط عضلتا صدره .. شعره مبعثر سرق الليل لونه منه , و عينين ساحر لم يعرف سحرها ..~

كانت كبيرة بشكل موّسع , رموشُُ كثيفة طويلة تلامس جفنيه ..

كانت بندقية .. أسمرُُ جذاب.. لم ترى عيني بجاذبيته قبلاً ..~

كان يرتدي شورت قصير باللون الأبيض .. و منشغل بهاتفه المحمول "

مرحباً " قلتها بينما نظر اليّ تفحصني من قدماي الى رأسي ..
------------------------------------------------------------------------------------------------------

Grey || رَمــآديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن