لمحة من الماضي

75.7K 2.1K 421
                                    


في كُل ليلةٍ اتجرعُ على مضضِ كأسٍ من ذكرى عالقة بينَ ثنايا مُخيلتي فأثمل بغبارها واترنح ما بين وجع مقاومتها ورغبة نسيانها.
في كل مساء آوي الى فراشي مبعثرة ومتناثرة في محاولة فاشلة مني ان اتشبث بتلابيب النوم اصارعه عله يسحبني قسراً عن هذا الواقع المشؤوم؛ ولكن - وكمتلازمة كل ليلة - انا افشل في ذلك؛ فأخوض مضمار ماضي يجدد نفسه علي كل لحظة.

في صحراء مهجورة حتى من عواء الذئاب وممتلئة بعويل النساء؛ كنت انا اقف اراقب بصمت؛ فلا شيء غير الصمت اتشح به منذ ايام رغم محاولاتي المستميتة في الحديث.
اصعدوهما امامي ببطء وانا ألمح اقدامهما المرتخية من الخوف تسحب نفسها من بعدهما. نعم هما ادركا هذه النهاية؛ ولكن ان نتوقع الموت شيء وان نعيشه شيء اخر؛ فالنفس البشرية تكشف غطاء ضعفها في لحظات العد التنازلي نحو هذه الهاوية الابدية.

مرت لحظة صمت سكن لها العالم من حولي ليشاركني صدمتي؛ تدافعت اقدامهما في الهواء في رغبة جامحة ليستنشقا انفاس كتمها لهم ذلك الحبل الذي يطوق اعناقهما.
شيء ما مات بداخلي؛ ظنوا انهم بهذا سيقمعون جرأتي ان امتلكتها يوماً؛ دون ان يدركوا انهم في ذلك اليوم قد قتلوا انسانيتي ؛قد خلقو شيطان صامت حل مكان الطفلة البريئة؛ من قال ان الانتقام صعب؟! الاصعب هو المسامحة؛ وهي شيء لن ينالوه ابداً!

شيء ما مات بداخلي؛ ظنوا انهم بهذا سيقمعون جرأتي ان امتلكتها يوماً؛ دون ان يدركوا انهم في ذلك اليوم قد قتلوا انسانيتي ؛قد خلقو شيطان صامت حل مكان الطفلة البريئة؛ من قال ان الانتقام صعب؟! الاصعب هو المسامحة؛ وهي شيء لن ينالوه ابداً!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
عذابي الصامت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن