~ رسالة اخيرة ~

19.4K 1.4K 696
                                    

من اصدق ما سمعت.." الدولة تصنع من الشعب مجرماً ومن ثم تحاسبه"..

-اقتباس-

***********

(يوسف)

الواحدة؛ الواحدة وخمس دقائق؛ الواحدة والنصف؛ الثانية بعد الظهر؛ الثانية وعشرون دقيقة؛ الثانية واربعون دقيقة... الثالثة!..

ساعتان تماماً اجلس بسيارتي المركونة امام بناية دار العجزة انتظر بفارغ الصبر متى تحل الثالثة لأحمل الرسالة التي احضرتها معي نحو رشيد كما وعدت عليائي!..

نزلت من سيارتي باستعجال واتجهت نحو الداخل... سألت في الاستعلامات عن مكان غرفته واتجهت اليها فوراً.. احمل بيدي الرسالة التي اثارت فضولي منذ الأمس.. اريد ان اعرف بشدة ماذا عسى عليائي ان تقول لقاتل اسرتها الذي لم تقتله... الوحيد الذي لم تقتله من قوات 6001!..

طرقت بابه بتوتر ليصلني صوته المتعب:

- تفضل!..

فتحته فورا ودخلت لأجد رجل كبير في السن قد ترك الزمن بصمته فوق تضاريس وجهة واحدوداب ظهره!.. له نظرة ثاقبة ولكن العجز كان كافيا لًيكسرها قليلًا...ليثبت الزمن لنا بجدارة انه قادر على قهر اقسى الجبابرة الذين لا يثنيهم شيء ويجعلهم ارذل الارذلين....ليثبت اننا في النهاية مجرد "انسان"!!...

- انت رشيد؟!..

قلتها بينما ادلف للغرفة واغلق الباب خلفي كي لا تنساب حروف الرسالة لأحد كما طلبت علياء مني!.. ترك التحديق بالحديقة من خلال نافذته والتفت الي ليجيب:

- اجل.. انا هو!..

اخرجت الرسالة من جيبي وانا اقول له:

- معي لك رسالة..

فجأة انفرج حاجبيه عن الالتحام وتمتم بحسرة:

- إذاً فقد حان الوقت بالفعل!..

**********************

(علياء)

من منكم لايزال يتذكر علياء اليتيمة؟!...من منكم اشفق على حالها؟ ومن منكم كرهها؟!... حسناً.. لابأس ان لاموني من حولي وكرهوني... فأنا ذاتا اًكره نفسي! ..اكره ما انا مجبرة على فعله....نعم مجبرة!...ولكن لا يعني اني ندمت على ما فعلت... هناك كثير من الاشياء التي تقتلنا ان فعلناها.. ولكننا في النهاية علينا فعلها.. حتى وان تأذينا.. حتى وان رفض قلبنا مطاوعة عقلنا.. علينا ان ندوس عليه بقسوة ونتحمل.....كي نحقق المنطق!..

هارون.. جلال...يحيى.. كامل.. مراد...غسان...مجد! نعم...جميعهم قتلتهم من دون ندم...ذرفت دموعي.. صرخت بألم...عانيت من الكوابيس...مع كل واحد اقتله اعيش هذه التجربة...ولكنها لا تمنعني عن قتل الثاني!...فمع كل واحد منهم لي ذكرى مؤلمة جعلت كل الرحمة تنتزع من قلبي...هؤلاء السبعة هم من حولوني لشيطان...وحان الوقت ليواجهوا الشيطان الذي صنعوه!..

عذابي الصامت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن