(ديما)انا ديما..قبل ايام فقط بلغت الواحد والعشرين..هذا صحيح...مرت سبع سنوات على رحيلنا من المزرعة!!..
اسوأ سبع سنوات في حياة اخي يوسف.. كانت اياماً صعبة على بعضنا وجيدة للبعض الاخر.. ولكنها كانت الاصعب بالنسبة ليوسف..فأنا كنت اعلم انه متعلق بعلياء بشدة..وادركت مدى صعوبة هذا السفر عليه..ادركت ذلك في ذاك الصباح الذي تجهزنا فيه لمغادرة المزرعة.. خرجت من غرفتي بهدوء حسب تعاليم جدي كي لانحدث ضوضاء تثير انتباه علياء وتعرف بأمر رحيلنا.. هدوء لم يمُكن يوسف من معرفة اني كنت موجودة واراه..كان يقف امام باب غرفة علياء يستند عليه بجبهته ويهمس بكلمات لم اتمكن من سماعها.. ولكني تمكنت من رؤية دموعه..دموعه التي ذرفها بشدة لفراقها لدرجة انه لم ينزع نظارته الشمسية طوال الطريق كي لايلاحظ احد تورم عينيه واحمرارهما..واستطيع ان اجزم انه لم ينم طوال الليل..وربما قضى ليلته في البكاء ايضاً..
لا تظنوا انه تجاوز الامر واعتاد عليه بعد اسبوع من رحيلنا..بل لمدة سنة كاملة انا لم ارى حتى شبح ابتسامة فوق شفتيه..ولاحتى ابتسامة مجاملة...سجن نفسه داخل شرنقة من الحزن لمدة سنة كاملة ولم يستطع التعامل مع الامر بسهولة...فأمر فراقها صعب جداً..ولكن الان وبعد سبع سنوات... حسناً..لااستطيع ان اقول لكم انه نسيها ولكنه نوعا ما عاد لحياته القديمة وحاول الاعتياد على فراقها...ولكنه عاد من دون روحه المرحة التي كان يمتلكها بوجودها..نعم هو يضحك..ونعم هو يمزح..ولكن نادراً مانراه يفعل ذلك.. فأصبحت شخصيته هادئة وقليل الكلام..وصدقوا او لا تصدقوا هو وسامي صديقين مقربين..ربما لأن سامي شخصية منعزلة مثله..او ربما لأنه الوحيد الذي استطاع التقرب من يوسف ومساندته في ايام ألمه...كل مااعرفه ان رابط صداقتهما قوي جداً..وان كنتم تتساءلون عني فأنا لازلت مقربة من اخي فقط وكثيرة التشاجر مع سامي..من الافضل ان اطلق عليه الناقد الادبي سامي...لماذا؟!!..لن اخبركم.. سأدعكم تكتشفون الامر بأنفسكم...
تجهزت بفستان زهري جديد اشتريته بالأمس فقط.. ماان وقع بصري عليه في المتجر حتى وقعنا بحب بعضنا الاخر من النظرة الاولى...انا اتحدث عن الفستان يا اصحاب لايأخذكم عقلكم الى مكان اخر!!...على اية حال انه فستان بطبقات عديدة من الشيفون يغطي لي ركبتاي ويكشف عن باقي ساقاي وذو اكمام قصيرة بالكاد تغطي لي كتفاي ونثرت شعري الذهبي على احدى جانبي اكتافي وتركت الاخر خالي يكشف عن عنقي وامسكت بحقيبتي البيضاء التي تتناسب مع لون حذائي ذو الكعب العالي...
نزلت من غرفتي بخطوات سريعة لأذهب نحو مشواري..ففي البداية سأقصد المركز التجاري لأشتري هدية مناسبة ثم سأذهب نحو شركتنا لأخذها نحو ابنة عمي سالي بمناسبة يومها الاول في العمل هناك بعد تخرجها فكونها اقرب واحدة لي من الاخريات فأني احببت ان اكون اول من تذهب لزيارتها هناك واخذ الهدية معي..
عند خروجي من بوابة المنزل الداخلية الى الممر الحجري المؤدي الى البوابة الخارجية وقع بصري بالصدفة على يميني فرأيت اخي يوسف يجلس على احدى الارائك المقابلة للمسبح ويمسك بيده احدى الملفات التي تخص العمل ويراجعها ويبدو كمن دخل الى عالم ثاني...فالمنظر حقيقٍة يساعد على الاسترخاء والتركيز وسحب الشخص الى عالم اخر لاسيما في وقت الصباح حيث تفوح من ارجاء الحديقة روائح الزهور المختلفة مختلطة مع رائحة العشب الرطب والذي كما يبدو ان الفلاح قد سقاه قبل لحظات فلايزال ندياً واما المسبح فكان يعكس شمس الصباح بقوة فوق سطحه كما لو كان مرآة سُلط عليها الضوء فأضاف لمعانه سكوناً عجيباً للأرجاء..وهذا هو الوقت بالذات الذي يستمتع اخي فيه بالجلوس هنا!...
أنت تقرأ
عذابي الصامت (مكتملة)
Romanceسؤال واحد سيطرح نفسه... هل سيكون الحُب كافي لنسامح من نحب رُغمَ تمرد ماضيهُ على حاضرهِ ليُظلم له روحهُ؟!... مرتبة ثانية في مسابقة (#افضل_كاتب _ عربي#) المرحلة الاولى مكتملة