~ قد كان حقيقة ~

25.5K 1.4K 329
                                    

(سامي)

مضت ثلاثة ايام على ماحصل مع حازم وديما من يومها وهي تتجنب التحدث الي بل واللقاء بي...ارى في عينيها خيبة امل مني اكثر من غضب...ردة فعلها اتجاه المشكلة كانت مختلفة هذه المرة..انها هادئة نوعاً ما..ربما حزينة..وربما لم تتوقع ان يصدر مني هذا المقدار من القسوة بعد ان كنت لطيفاً جداً معها طوال اليوم... وكأنني اصعدتها لأعالي السماء وفجأة تركت يدها لتسقط ارضاً..استمر بخذلانها مرة بعد اخرى..ولكن الى متى ستتحملني؟!..بل انا اتسائل لماهي تتحملني من الاساس؟!... أيعقل انها.......لالا.. بالتأكيد لا..ماهذه السخافة...

اصبحت مشتت الافكار في الفترة الاخيرة وسريع الغضب..حتى العمل لم اعد اركز فيه كالسابق وكل مايشغل عقلي هو ديما..صحيح انها تشغل عقلي دوماً ولكن التفكير بها هذه المرة مضاعف..انا بالفعل اخشى فقدانها...اشعر اني مثل الطفل الاناني..يرمي لعبته جانباً ولكنه لايسمح لأحد بلمسها.....ارفع هاتفي ادون رسالة اعتذار لها..ولكني اقوم بمسحها فوراً واجد نفسي محقاً فيما فعلته وقلته لها متخذاً من غيرتي سبباً مقنعاً لقسوتي متناسياً اني لم ابين لها ابداً ان هذه غيرة!!.... انها متاهة صحيح؟!...كلما انطلقت من مكان وجدت نفسي اعود اليه بعد دقائق دون ان اجد المخرج..وكأنها حلقة مفرغة!!...
انتشلني من اعماق تفكيري طرقات خفيفة فوق باب مكتبي وقبل ان اسمح للطارق بالدخول وجدته يفتح الباب ويدخل... ومن تتوقعونه يكون غير عديم الاخلاق حازم؟!.. هو الوحيد الذي لم اجد سبباً منطقياً الى الان لطرقه الباب فهو دائماً يدخل قبل ان اسمح له فلما يتعب اصابعه العزيزة؟!..
جلس على الكرسي امام مكتبي وانا انظر له بأستياء..فبسببه هو حبيبتي غاضبة مني وعقلي مشوش من يومها..زفر مدعياً الجدية وهو يقول لي:

ـ لقد مرت ثلاثة ايام وانا اتجنبك ياسامي..ألم تهدأ من غضبك بعد؟!..حتى ان الامر لايستحق كل هذا ..

اجبته ببرود وحنق:

ـ ماالذي تريده حازم؟!..

ـ وماذا عساي اريد؟!..اريد ان اعرف رأيك بالامر الذي اخبرتك به بالطبع..

ومن دون اي مقدمات او ان انتظر وقتاً اطول زفرت بضيق وهتفت به بأستياء:

ـ حازم!!..اخرج ديما من عقلك بدل ان اجعلك تخرجها بطريقتي..

رفع حاجبيه بدهشة وهو يقول لي بعدم فهم:

ـ ديما؟!..وماالذي تفعله ديما في عقلي بالضبط؟!..

عند هذه الجملة بهتت ملامحي فوراً وكأنني زوبعة ترابية لاتستمر عاصفتها اكثر من ثواني قليلة فحسب..أتدرون مااسمع الان؟!...صوت صرصار الليل يطن في عقلي الاحمق وعلامات الاستفهام والتعجب تعلو رأسي الغبي.. أعدت شريط الحديث الذي دار بيني وبين حازم قبل ثلاثة ايام فلم اجد اسم ديما يُذكر به بل ولم يلمح حازم اي شيء يدل على انه يقصد ديما...مااريد ان اعرفه الان كيف توصلت لذلك الاستنتاج العبقري وتيقنت انه يتحدث عن ديما؟!!!...طرفت بعيناي عدة مرات وكأني احاول استيعاب الامر ثم تمتمت بحروف مبعثرة:

عذابي الصامت (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن