(يوسف)
انا اختنق...اموت..احترق ببطء...اعاني.. اتعذب...لا..انا اكثر من ذلك..كل هذه كلمات بسيطة لا تعبر بالفعل عما اشعر به في الوقت الحالي...سبع سنوات من الاخلاص..سبع سنوات من الصبر..سبع سنوات عشتها كراهب مانعاً عن نفسي الحب..مبعداً النساء عن عالمي..لأكون لها فقط....ثم في النهاية اكتشف اني الاحمق الوحيد الذي كان ينتظر..يفكر.. يتأمل..ويتألم...لأجدها في النهاية قررت التنازل عني والمضي قدماً!!... كيف تجرأت؟!!...ومع هذه الفكرة يزداد انقباض يدي فوق المقود وتدعس قدمي بقوة فوق البنزين لتنطلق السيارة بسرعة اكبر اكاد اتسبب لنفسي بحادث...انا لاارى من الطريق شيئاً.. انا اراها هي فقط امامي...وبذلك المنظر الاخير الذي فارقته وهي بين يدي ذلك الوغد فؤاد... "تباً"... صرختها بقوة وانا اضرب المقود بعنف...اود ان احطم السيارة الان وليس المقود فقط فأنا قد وصلت الطاقة القصوى في الجنون...
لااعلم كم استغرق الوقت من المزرعة لمنزلنا.. ربما مر بسرعة..وربما مر ببطء..ولكن اياً كان الحساب الزمني فهو لم يكن كفيلاً بأخماد نيراني ولو قليلاً...
دخلت الممر الحجري الطويل وركنت السيارة بأهمال ونزلت صافعاً بابها بقوة وانا بالكاد التقط انفاسي وكأني قطعت الطريق كله راكضاً..خطواتي تزلزل الارض من تحتي وقبضتي تعصر الملفات بداخلها بقوة اكاد امزق الاوراق...اه ياليتهم يتمزقون لأعود نحو المزرعة الان بحجة التوقيع واراها مجدداً!!... حب احمق اليس كذلك؟!..كيف عساني ان اكف عن ذلك واوقف قلبي عن النبض بهذا الجنون لها؟!..لماذا اجد نفسي دائماً قد وهبتها مسامحتي في ذروة غضبي منها؟!!....
لااعلم كيف لم اوقع المفتاح أو لم اكسر المقبض وانا افتح الباب الداخلي ولكن الحمدلله هو قد انفتح من المحاولة الاولى...فتحته دون ان ابالي بأغلاقه مرة اخرى وسرت بخطوات سريعة وعريضة اريد الوصول لغرفتي وكأنني ذاهب لعمل مهم قد تأخرت عليه وليس وكأنني سأدخلها وابقى فيها كالابله لااعرف ماذا اكسر وماذا ارفس...
اصطدم بصري مع سامي الذي كان يسير بأتجاه الباب شاغلاً تركيزه بملف كان بيده..رفع بصره نحو تلك الخطوات التي تدعس الارض تحتها وماان التقت ابصارنا حتى تفاجئ بي اضع الملفات بعنف فوق الملف الذي كان يحمله وقبل ان يتكلم تابعت سيري من دون توقف وصعدت السلم لألتقي بتلك المسكينة ديما التي ماكادت ان تكمل كلمة"مرحباً اخي" حتى وجدتني اتخطاها من دون اجابة...نعم انا نادم لأني لم اجبها..ولكني متأكد اني سأكون اكثر ندماً لوفعلت..فأنا لااعلم بماذا سينطق فمي بالضبط مع هذا المقدار من الغضب الذي يجتاحني!!..~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(سامي)
لاانكر ان منظر يوسف اثار قلقي وكدت ان اتبعه فوراً..فحسبما عرفت انه كان في المزرعة..والمزرعة تعني علياء..لذلك كان من المفترض ان يدخل يقفز فرحاً وتحلق حوله فراشات السعادة وعصافيير الحب وربما يدندن بأغنية ما وليس ان يدخل بمنظره هذا يتبعه الف شيطان والدخان يتطاير من فوهة رأسه كأنه قطار بخاري...ولكني لم الحق به..فماان تتبعته ببصري وشاهدته يصعد السلم حتى فقدت الاتصال بعدها بالعالم الخارجي ولم يعد يربطني به اي صلة ونسيت امر يوسف او حتى من يكون يوسف...لقد رأيتها...بشعرها الذهبي.. بفستانها الاسود والحمدلله طويل بعض الشيء....اطلت ديما علي لتنسيني كل مايدور حولي..وماالذي بالضبط كان يدور حولي؟ ومن الذي مر لتوه من قربي؟..كنت انوي ان افعل شيء ما.. ولكن ماهو؟!..انا اصاب بفقدان ذاكرة مفاجئ ماان اراها!!...
أنت تقرأ
عذابي الصامت (مكتملة)
Romanceسؤال واحد سيطرح نفسه... هل سيكون الحُب كافي لنسامح من نحب رُغمَ تمرد ماضيهُ على حاضرهِ ليُظلم له روحهُ؟!... مرتبة ثانية في مسابقة (#افضل_كاتب _ عربي#) المرحلة الاولى مكتملة