(ديما)
منذ ذلك اليوم الذي خرجت فيه برفقة الفتيات نحو المركز التجاري وقضيت الامسية في الخارج برفقة حمزة وانا اشعر ان سامي يتجنب النظر الي ويتحاشى الحديث معي..عندما عدت في تلك الليلة ووجدته يجلس برفقة يوسف في الصالة كنت متيقنة انه سيتشاجر معي في لحظتها.. او ربما سيرسل لي رسالة ما يوبخني فيها..او ربما سيتناقش معي في الصباح...ولكن لاشيء من هذا قد حدث!!.. هو تجنبني فحسب ولم يعد يعلق بشيء على ملابسي او على صداقتي بحمزة بل وعندما كنا نجلس انا وحمزة في الصالة ويصادف انه هناك كان يغادر ببساطة.. من دون نظرة نارية..من دون كلمة جارحة.. بل بهدوء وبرود....لااعلم مايحصل لي.. انا كنت اتذمر من تدخله بأموري كلها وكنت اغضب عندما يمنعني من فستان ما او الخروج مع حمزة..من المفترض ان اكون سعيدة الان لأنه كف عن ذلك...ولكني اشعر بغضب اكبر فحسب عندما اصبح يتجاهلني...اشعر اني فقدت شيء ما.. كلما مر علي يوم بدون ان يزعجني به كنت اشعر ان يومي ينقصه شيء ما....ربما ينقصه الاهتمام....فأنا حقاً افتقد سامي.. وبشدة.
وقفت امام المرآة اضع اللمسات الاخيرة فوق مظهري قبل ان اذهب للجامعة.. نزلت مسرعة من السلم اضع بعض الحاجيات في حقيبتي واتجهت فوراً نحو الصالة حيث ينتظرني حمزة هناك كالعادة ليصطحبني معه للجامعة..ولكني تفاجئت عندما شاهدت الصالة خالية..ليس من عادة حمزة ان يتأخر...التفت فوراً نحو الخادمة التي رأيتها تمر بالقرب مني وسألتها:
ـ عفواً نرمين..ولكن ألم ينزل حمزة بعد؟!..
ـ السيد حمزة لن يذهب اليوم للجامعة انستي..ظننت انه اعلمكِ بذلك !..
هتفت بها بفزع:
ـ أتمازحيني؟!..يخبرني بذلك الان ذلك الاحمق؟..
ثم سألتها بأستعجال:
ـ واين زيد؟!..
ـ كما تعلمين انه يوصل الانسة نورا في هذا الوقت..
بالتأكيد!!...فالمصائب لاتاتي واحدة تلو الاخرى يجب ان تجتمع كلها معاً لتجعل يومي سيئاً اكثر...ذهبت نرمين ولكني بقيت واقفة في مكاني كالبلهاء لااعرف ماذا افعل..لدي امتحان في المحاضرة الاولى ولحين خروجي ووصولي نحو الشارع الرئيسي لأستقل سيارة اجرة على الاقل سيستغرق الامر 15دقيقة..والطريق سيستغرق نصف ساعة على الاقل ان كنت محظوظة ولم يكن هناك ازدحام....حسناً.. ان اتاخر عن الامتحان افضل من تفويته تماماً..لربما سيحالفني الحظ ويسمح لي الاستاذ بالدخول..
انطلقت فوراً مسرعة وفتحت الباب وخرجت الى الممر الحجري وتسارعت خطواتي فوقه اكاد اتعثر بين لحظة واخرى لاسيما وانا ارتدي هذا الكعب العالي...
خرجت من البوابة الرئيسية وسرت في جانب الطريق متجهة نحو الطريق العام.. ولكن فجأة صوت بوق سيارة ما استوقفني ووقف بجانبي..رفعت حاجباي بدهشة وانا انظر اليه...سامي!!..
أنت تقرأ
عذابي الصامت (مكتملة)
Romanceسؤال واحد سيطرح نفسه... هل سيكون الحُب كافي لنسامح من نحب رُغمَ تمرد ماضيهُ على حاضرهِ ليُظلم له روحهُ؟!... مرتبة ثانية في مسابقة (#افضل_كاتب _ عربي#) المرحلة الاولى مكتملة