(علياء)بعد سبع سنوات مضت سأرى طيفه قادم بأتجاهي..يمنحني ابتسامة عريضة فوق وجهه الوسيم ويفتح لي ذراعيه..ستنزل دموعي الضعيفة دون ان املك السيطرة على كبحها وسأركض بأتجاهه لأرتمي بين احضانه واتمسك به بقوة ولن اسمح له ابداً بالتخلي عني مجدداً...سأجعله يحميني من واقعي ويأخذني لعالم الاحلام الوردي الذي كنت اعيشه معه في الماضي ويمنحني السعادة الابدية...سأنسى ألمي ..سأترك حزني.. سأطفئ نيران الماضي..........حلم جميل.. أليس كذلك؟!!...فهذا كله لن يكون اكثر من حلم يترأى لي كل ليلة ما ان اغرق رأسي داخل وسادتي..فواقعي لن يقبل بخرافات كهذه..ويوسف لن يعود..ونيراني لن تنطفئ..ستحرقني وستحرق كل من حولي.. لذلك..سأبتعد عنه...سأنساه..سأكرهه.. سأجعله يكرهني......كي أحميه مني... لأني وببساطة...لازلت اعشقه بجنون.
مضى اسبوع كامل على رحيله...كنت ادعو الرب في السبع سنوات التي مضت ان اراه ولو لمرة واحدة كي تهدأ نيراني.. لم اكن اظن ان رؤيته ستفجر كل البراكين التي بداخلي وتجعلني ادمن وجوده مرة اخرى!!...بدأت الساعات تمضي ببطئ بالنسبة لي...واصبحت الايام مملة وخالية من اي معنى...فلاركوب الخيل استطاع تخفيف آلمي لفراقه ولامزاحات فؤاد اعادت بعض الحيوية لروحي بعد رحيله..كل شيء اصبح وكأنه باللون الاسود والابيض...انا حقاً اشتاق اليه بشدة!!...
انها الخامسة بعد الظهر..تركت غرفتي ونزلت للطابق السفلي علّي اجد شيئاً مااقتل به وقت فراغي..ولكن لاشيء..فعلى مايبدو المكان هنا اسوأ من غرفتي.. ساكناً لاروح فيه...خرجت العمة سمية والعم كمال قبل ساعة واصطحبا معهما سهى من اجل شراء بعض الحاجيات من السوق..وجدي نادراً مايخرج في هذا الوقت من غرفة المكتب فهو ينجز اعماله ولايحب ان يزعجه احد....ولم يتبقى سوى التلفاز لأفرغ فيه شحنات مللي..
رميت بثقل جسدي فوق الاريكة وسحبت جهاز التحكم وبدأت بتقليب القنوات علّي اجد شيئاً مسلياً او مثيراً للأهتمام..ولكني استمررت بالبحث دون ان اصل لغايتي..التقطت اذناي صوت طرقات على باب الدخول..حولت بصري بعدم اهتمام وتقاعست عن القيام لفتحه لاسيما وان سهى غير موجودة لتفتحه..ولكني قررت النهوض في اللحظة الاخيرة بعد ان خمنت لربما يكون الطارق فؤاد..فالغرباء يبقون عند البوابة الخارجية ولايدخلون ألا بعد ان نسمح للحارس بإدخالهم...
وبما ان حماقتي لم تجعلني اضع تخمينات عديدة في عقلي واكتفيت بتخمين واحد وهو لربما انه فؤاد فأني لم اعدل من هيئتي شيء ولم اتطلع في المرآة حتى!..
فتحت المقبض وتجمدت فوراً في مكاني كالبلهاء دون ان اقوم بأي حركة اخرى وانااحدق فيه....يوسف!!...شعرت بتيرات كهربائية غريبة تنبعث من قلبي وتصعقني في كل انحاء جسدي مسببة لي الشلل التام وفمي اصبح جافاً تماماً بالكاد تمكنت من ازدراد ريقي...احسست اننا فقط من نقف في هذا الكون الواسع ولاشيء حي غيرنا..لم اعد اسمع الاصوات..ولم اعد ارى سواه...بهيئته الانيقة..بطوله الفارع.. ببشرته القمحية وعينيه العسليتين...بالفعل الرب قد ابدع في خلق هذا الكائن الذي اعشقه!!..
أنت تقرأ
عذابي الصامت (مكتملة)
Romanceسؤال واحد سيطرح نفسه... هل سيكون الحُب كافي لنسامح من نحب رُغمَ تمرد ماضيهُ على حاضرهِ ليُظلم له روحهُ؟!... مرتبة ثانية في مسابقة (#افضل_كاتب _ عربي#) المرحلة الاولى مكتملة